للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٦٤٩ - محمد [الثالث] بن مراد بن سليم بن سليمان (١) [السلطان العثماني الثالث عشر، ولد في ليلة السابع من ذي القعدة لسنة ٩٧٤ وأمّره أبوه على مغنيسا في أواخر سنة ٩٩١ ودام وَالياً بها إلى موت والده فسار وجلس مكانه يوم الجمعة السادس عشر من جمادى الأولى لسنة ١٠٠٣ وفي جمادى الآخرة أعطى وزارته العظمى لفرهاد باشا ... وفي يوم الأحد الثامن عشر من شهر رجب توفي السلطان محمد وجلس مكانه ولده أحمد خان ولما أصبح حضر الأعيان في الديوان وصلى عليه أبو الميامن المفتي ودفن في جنب تربة السلطان سليم وكان مدة سلطنته تسع سنين وشهرين وعمره تسع وثلاثين وكان سلطانا وقورا وجيها مهيبا صالحا عابدا سخيا، مَخْلَصُه عدلي. وله من الأولاد الذكور سليم خان مات في رمضان سنة ١٠٠٥ ومحمود خان قتله أبوه في ذي الحجة سنة ١٠١١ وأحمد خان وارثه، وسلطان مصطفى الآتي ذكرهما].

٤٦٥٠ - محمد بن مراد بن محمد، أبو الفتح (٢) [السلطان السابع، فاتح إستانبول، جلس على سرير الملك بعد وفاة أبيه في سادس عشر المحرم سنة ٨٥٥ وعمره اثنتين وعشرين سنة ... وفي سنة ٨٨٦ نهض السلطان في السادس والعشرين من صفر إلى طرف أناطولي يريد السفر [أي الغزو] فسار ونزل في سفح جبل قريب من أسكدار يقال له مال دبه سي فعاوده وجع النقرس وكان يعتريه تارة، ولما نزل في موضع يقال له تكور جايري قريب ككبوزه اشتد به ألمه من بعض العلل حتى تيقن بالموت وأوصى إلى ولده السعيد بايزيد، ثم اشتغل بتكرار كلمتي الشهادة حتى انتقل إلى دار البقاء يوم الخميس الرابع من شهر ربيع الأول، ثم اجتيز بجنازته كأنه حي يريد الاستحمام فصلي عليه بجامعه ثم دفن في تربته عن ثلاث وخمسين سنة ومدة سلطنته إحدى وثلاثين سنة. وكان رحمه الله من أعظم الملوك شأناً وأكبرهم آثاراً وسلطاناً مع ما كان عليه من الاشتغال بالعلم وكثير من الفنون حتى عُدَّ في عداد العلماء، يعرف اللغات الثلاث وتعانى في الكتب النفيسة ورغب في مصاحبة العلماء والصلحاء وكان يدعو المدرسين عنده فيأمرهم بالبحث عن غوامض العلوم وينظر إليهم ويحكم بينهم بالصواب ويحسن إلى من يعجبه منهم، وتارة يحضر هو مع جلالة قدره بعض المدارس ويستمع الدرس فيُرَغِّب المحصلين ويحرض الطالبين فلذلك ارتفعت أعلام العلم في زمانه. وله من الأولاد السلطان مصطفى مات في حياته، والسلطان جم، والسلطان بايزيد. وله من أبنية الخير جامع كبير أنشأه في مكان كنيسة الحواريين، أمر بإنشائه في سنة ٨٦٥ واتفق الفراغ منه في رجب سنة ٨٧٠ والمدارس الثمان وعمارة ودار الشفاء وتتمات، وهو بناء عظيم نظيره عديم،


(١) خبره في "فذلكة" ورق (٢٠٤ أ - ٢٠٥ أ) وما بين الحاصرتين منه.
(٢) خبره في "فذلكة" ورق (١٨٤ أ - ١٨٦ ب) وما بين الحاصرتين منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>