أن قرب السلطان المذكور من الوفاة سنة ٩٢٦ فأمر بإطلاقه وعَيَّن له كل يوم ستين درهماً، فسار إلى مصر وسكن بها إلى أن مات سنة ٩٥٧].
٤٧٦١ - الإمام العلاَّمة مجد الدين أبو الطاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن إسحق بن علي الشِّيرازي اللّغوي الشافعي، صاحب "القاموس"(١)، المتوفى بزبيد في ٢٠ شوال سنة سبع عشرة وثمانمائة، عن ثمان وثمانين سنة. ولد بكازَرُون من أعمال شيراز سنة ٧٢٩ وانتقل إلى شيراز فقرأ بها الأدب على والده وعلى علمائها، ثم رحل إلى بغداد فأخذ بها عن ابن السبّاك، ثم رحل إلى دمشق، فأخذ بها عن أكثر من مائة شيخ، منهم التقي السّبكي وأقام بالقدس نحو عشر سنين يدرّس، فظهرت فضائله وكثر الآخذون عنه، منهم الصّفدي، ثم رحل القاهرة فلقي الجمال الإسنوي وابن عقيل وابن هشام وابن نُباته. وجال في البلاد الشمالية والمشرقية والروم والهند ولقي الفضلاء وحمل عنهم وسمع كثيراً من مشايخ العراق ومصر والشام وتكررت مجاورته بمكة وابتنى بها داراً وكذلك بالمدينة ولقي بها الملوك والأكابر ونال وجاهةً ورفعةً واجتمع بتمرلنك بشيراز فأكرمه وعظّمه ووصله بنحو مائة ألف درهم، ثم رحل إلى اليمن فتلقاه سلطانها الأشرف بالقبول وبالغ في إكرامه واستمر مقيماً في كنفه على نشر العلم واستقضي باليمن كلها إلى أن مات. وكانت مدته تزيد على عشرين سنة وفي أثناء هذه قدم مكة مراراً وجاور ولم يكن قط دخل بلداً إلا وأكرمه صاحبها مع المتألفة واقتنى من ذلك كتباً كثيرة وكان لا يسافر إلا وصحبته منها عدة أحمال وصنَّف الكثير، ففي التفسير "بصائر ذوي التمييز"[في] مجلدين، "تنوير المقياس" أربع مجلدات، "تفسير الفاتحة" مجلد و"الدر النظيم" و"حاصل كورة الخلاص" و"شرح خطبة الكَشّاف" وفي الحديث "شوارق الأسرار في شرح المشارق" أربع مجلدات، "منح الباري"[في] شرح "البخاري" لم يكمل، "عدة الحكّام في شرح عمدة الحكام"] ومجلدان و"النفحة العنبرية" و"الصِّلات والبشر" و"محاسن اللطائف" و"منية السّول" وفي التاريخ: "نزهة الأذهان" و"تعين الغرفات" والبلغة وفي: اللغة "اللامع المعلم""العجاب" ومختصره "القاموس" و"تحبير الموشين" و"المثلث" الكبير والصغير و"الروض المسلوف" و"الدرر المبثة في الغرر المثلثة" و"تحفة القماعيل [فيمن يسمى من الملائكة والناس إسماعيل] " وغير ذلك. ذكره السخاوي.
(١) ترجمته في "بغية الوعاة" (١/ ٢٧٣) و"الضوء اللامع" (١٠/ ٧٩) و"القبس الحاوي" (٢/ ٣٧٤) و"الذيل التام على دول الإسلام" (١/ ٤٩٠) و"شذرات الذهب" (٩/ ١٨٦) و"هدية العارفين" (٢/ ١٨٠) و"الأعلام" (٧/ ١٤٦) في "معجم المؤلفين" (٣/ ٧٧٧).