للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو أحد الأئمة فقهًا وحديثًا، رحل إلى العراق ومصر والشام وأكثر عن الشيوخ وعاد إلى بلده وحدَّث عن أبي حاتم وأبي زرعة وكثرت الرحلة إليه. ذكره السبكي.

٢٧٥٦ - عبد الملك بن محمد مروان.

٢٧٥٧ - عبد الملك بن مروان بن الحكم [أبو الوليد، الموفق لأمر الله (١)، وأمه عائشة بنت معاوية، بويع بالخلافة بعد موت أبيه. مولده سنة ٢٦ وكان عابدا ناسكًا بالمدينة قبل الخلافة واستعمله معاوية على المدينة وهو ابن ست عشرة. ذكره ابن سعد وأنكره الذهبي. قيل إنه كان فقيهًا دينًا فلما أتته الخلافة تغير واستفتحها بقتال مصعب بن الزُّبير في سنة ٧١ والتقى معه غير مرة حتى قتله في جمادى الأولى بعد سنين ثم أرسل الحجاج إلى عبد الله بن الزبير بمكة فتوجه وحاصر ورمى البيت بالمنجنيق وأحرقه ولا يزال حتى ظفر بابن الزُّبير وقتله في جمادى الآخرة سنة ٧٣. قيل: إن الحسن البصري سئل عنه فقال: ما أقول في رجل الحجاج سيئة من سيئاته. وكان شديد البخل يلقب لأجل هذا برشح الحجر و [كان] طويلا أبيض كبير العينين حسن الوجه، نقش خاتمة: "آمنت بالله مخلصًا" وهو أول من ضرب الدنانير والدراهم بسكة الإسلام كتب عليها القرآن وضرب بمدينة كذا والتاريخ وكان قبل ذلك على الدنانير نقش بالرومية وعلى الدراهم نقش بالفارسية وأول من نهى عن الكلام بحضرة الخلفاء وتوفي في شوال سنة ٨٦ بدمشق وله ثلاث وستون وكانت خلافته إحدى وعشرين سنة وخمسة عشر يومًا منها ثمان سنين مزاحما لابن الزُّبير ثم انفرد ودفن بين باب الجابية وباب الصغير وخلف سبعة عشر رجلا ولي الخلافة منهم أربعة وهم: الوليد وسليمان ويزيد وهشام. روي أنه رأى بورويا بالَ في محراب النبي -عليه السلام- أربع بولات فتأثر من ذلك وسأل أهل التعبير فعبروا له أن يتخلف من أولاده أربعة فكان كذلك وكان عماله الحجاج بالعراق والمهلب بن أبي صفرة بخراسان وهشام بن إسمعيل بمصر وموسى بن نصير بالمغرب ومحمد أخو الحجاج باليمن ومحمد بن مروان بالجزيرة وكلهم غشوم جبار. كذا في "أخبار الدول" و"مورد اللطافة" و"العيلم الزاخر" و"تاريخ الخلفاء" للسيوطي].


الشافعية الكبرى" (٣/ ٣٣٥) و"الأمصار ذوات الآثار" (٧٠) و"شذرات الذهب" (٤/ ١١٨).
(١) ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (٤/ ٢٤٦) و"الوافي بالوفيات" (١٩/ ٢٠٨) و"تاريخ الإسلام" (٣/ ٢٧٦) و"البداية والنهاية" (٨/ ٢٦٠) و"حسن المحاضرة" (١/ ٥٨٧) و"شذرات الذهب" (١/ ٣٥٢) و"فذلكة" ورق (٨٠ أ) وما بين الحاصرتين تكملة منه و"الأعلام" (٤/ ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>