كتاب سلم الوصول إلى طبقات الفحول

باب السين المهملة - ١٨٥٣ - أبو طالب سعد بن محمد بن علي بن الحسن الأزدي، المعروف بالوحيد - ج: 2 - ص: 127

مرة، ثم أُلزم وأعيد، وكان عَلَّامة في استحضار مذهبه وعنده من طلاقة اللّسان في التقرير ما يُعْجَز عن وصفه. وكان ابن حجر يعني عليه ويبالغ في وصفه. ومن مؤلفاته "الكواكب النيرات في وصول ثواب الطاعات إلى الأموات" و"السهام المارقة في كبد الزنادقة" وفتوى في الحبس بالتهمة وأخرى في هل تنام الملائكة وهل مَنْعُ الشعر مخصوصٌ بالنبي -عليه السلام- أم عامٌ. وله منظومة طويلة سمّاها "النعمانية" و"تكملة شرح الهداية" للسروجي وغير ذلك. ذكره تقي الدين.

١٨٥٣ - أبو طالب سعد بن محمد بن علي بن الحسن الأزدي، المعروف بالوحيد (١)، المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

قال ابن النجار: كانت بضاعته قوية في الأدب والشعر، [وكان] متقدمًا في اللغة والعروض وغيره، شَرَحَ "ديوان المتنبي". ذكره السيوطي.

١٨٥٤ - سعد بن مُعاذ سَيِّدُ الأَوس (٢)، الذي اهتزَّ عَرشُ الرحمن بموته (٣). مات سنة ٥ خمس شهيدًا من سهم أصابه في غزوة الخندق، وعاش بعده حتى حكم في بني قريظة وعدل في حكمه الذي وافق فيه حكم الله. وقال -عليه السلام-: "لقد حكمت بحكم الله" (٤) والذي قال فيه النبي -عليه السلام-: "قُوموا إلى سَيِّدكُمْ" (٥). وقال: "لمناديل سعدٍ في الجَنَّة خَيرٌ من هذا" (٦) مشيرًا إلى الحرير الذي أعجبهم.

وروى ابن عبد البرِّ أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال: "لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد سبعون ألفًا وما وطئوا الأرض قبل ذلك" (٧)

---

(١) ترجمته في "بغية الوعاة" (١/ ٥٨٠) و"معجم الأدباء" (٣/ ١٣٥٦) و"الأعلام" (٣/ ٨٧) وانظر تعليق الزركلي عليه.
(٢) ترجمته في "الاستيعاب" (٢/ ٦٠٢) و"جامع الأصول" (١٤/ ١٧٤) و"أسد الغابة" (٢/ ٣٧٣) و"سير أعلام النبلاء" (١/ ٢٧٩) و"الإصابة" (٢/ ٣٧) و"شذرات الذهب" (١/ ١٢٢) و"الأعلام" (٣/ ٨٨).
(٣) وذلك فيما رواه البخاري رقم (٣٨٠٣) ومسلم رقم (٢٤٦٦) (١٢٣) من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ".
(٤) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٦/ ٢/ ٣) بإسناد حسن ولفظه عنده: "لقد حكم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سمواتٍ" وهو بنحوه عند البخاري رقم (٤١٢١) ولفظه عنده: "قضيت بحكم الله.".
(٥) قطعة من حديث رواه البخاري رقم (٣٠٤٣) و (٣٨٠٤) و (٦٢٦٢) ومسلم رقم (١٧٦٨) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
(٦) رواه البخاري رقم (٣٢٤٨) ومسلم رقم (٢٤٦٩) من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
(٧) رواه البزار في "مسنده" من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وذكره الهيثمي في "كشف الأستار عن زوائد البزار" رقم (٢٦٩٨) وانظر "البداية والنهاية" (٦/ ١٠٢) بتحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي، طبع دار هجر بالقاهرة.