للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٢٨٠ - الشيخ العالم الزاهد علي النَّبْتِيتي الضرير (١)، المتوفى في يوم عرفة سنة سبع وعشرين وتسعمائة.

قال الشعراني في "ذيله": كان على قدر عظيم في العلم والعمل، جبلاً في العلوم الظَّاهرة والباطنة والأخلاق المرضية وعلّمني ميزاناً في العقائد وهو أنها كلها ترجع إلى الإطلاق والتقييد، أي التنّزيه والتّشبيه وميزاناً في الشريعة وهو أنها كلها ترجع إلى تخفيف وتشديد، وأن جميع أقوال العلماء إليهما. وكان أقام بناحية نبتيت والناس يقصدونه للاستفتاء والتبرك من الآفاق (٢).

٣٢٨١ - العالم الفاضل مُظَفَّر الدين علي بن محمد الشِّيْرَازي الشافعي (٣)، المتوفى ببروسا سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة.

قرأ على الفاضل مير صدر الدين ولازم العلاّمة الدّواني وتزوج بنته واشتهر بمظفّر داماد، ومَهَرَ في العلوم وفاق أقرانه، ولما مرض الجلال ناب منابه في مدرسته بشيراز، ثم لما مات صدر الدين والدّواني ارتحل إلى الرّوم، فأكرمه ابن المؤيد القاضي بالعسكر وكان مقدماً عليه عند قراءتهما على الجلال، وعرضه على السلطان بايزيد خان فأعطاه إحدى الثمان، ثم أضرت عيناه فتقاعد وتوطن ببروسا إلى أن مات. وكان بارعاً في الرياضيات والمعقولات


(١) ترجمته في "الكواكب السائرة" (١/ ٢٨١) و"شذرات الذهب" (١٠/ ٢١١) و"جامع كرامات الأولياء" (٢/ ١٨٨) و"الطبقات الكبرى" للشعراني (٢/ ١٢٤).
(٢) وكانت له مناقب كثيرة وشعر حسن، فمن شعره مما ورد في "شذرات الذهب وحاشيته قوله:
ومالي لا أنُوح على خَطَائي ... وقد بارزت جَبَّار السَّمَاءِ
قرأت كتابه وعَصيت سِرَّاً ... لِعظْم بليَّتي ولشُؤمِ دائي
بلائي لا يقاسُ به بلاء ... وأعمالي تَدُلّ على شَقَائي
فيا ذلِّي إذا ما قال ربّي ... إلى النِّيران شوقوا ذَا المُرّائي
فهذا كان يَعصيني جَهَاراً ... وَيزْعُم أنه مِنْ أَولِيَائي
تَصنَّع للعِبَاد ولم يزدْني ... وكان يُريدُ بالمعنى سِوائي
فيا ربّي عُبَيْدٌ مستجيرٌ ... يروم العَفْوَ مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ
حَقِيرٌ ثم مسكين فقيرٌ ... بنَبْتِيتَ أقامَ عَلَى الرِّياءِ
عَلِي باسمه في الناس يُعرف ... وَمَا يَدري اسمه حال ابتداءِ
فآنِسْة إذا أمسى وحيداً ... رَهِيْنَ الرَّمْسِ في لحد البَلاءِ
(٣) ترجمته في "الشقائق النعمانية" (١٩٩) طبع إستانبول (٣٢٩) و"حدائق الشقائق" (٣٤٠ - ٣٤١) و"معجم المؤلفين" (٢/ ٥٠٨) و"الكواكب السائرة" (١/ ٢٦٣) و"كشف الظنون" (١/ ٥١٧) و (٢/ ١٢٦٣) و"هدية العارفين" (١/ ٤٧١) و"الأعلام" (٥/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>