للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أنه كان يرى السباحة ويتغذى بالأغذية غير المجوعة وغير المعطشة وألزم نفسه عادة موزونة لم يكن يفرح بإفراط، ولا يحزن ولا يضحك ولا يبكي بإفراط، ولا كان مرة يسمن ومرة يهزل ومرة صحيحًا ومرة سقيمًا، وكان يأمر بالتحاب والتأدب وعصمة النفوس وتعلم الجهاد وإكثار الصيام والقعود على الكراسي والمواظبة على قراءة الكتب. وكان يقدم إخوانه على نفسه ويرمز حكمته وشرها، وكان قد سافر إلى بلدان شتى طالبا للعلوم والحكمة فأتقنها [في] فورطونيا على الكلدانيين والمصريين وعاد إلى انطاليا وسار منها إلى فروطونيا فعظم مجده فيها حتى أن عامة ملوك البربر وردوا عليه ليسمعوا حكمته ثم إنه جال في مدن أنطاليا وسقليا ... كثير من أهلها مهرة بالعلوم وكانت أيضا زوجته تعلم النساء ولبث بساموس ستين سنة ثم تحول إلى أنطاليا ثم توجه منها إلى ماطونوطيون فمكث بها خمس سنين وتوفى وقيل هجم عليه فولون من أهل فروطونيا وكان له حسب ومال فاستطال على الناس بالجور فزجره فيثاغورس فاشتد غيظه وأراد قتله فخرج وتحصن في هيكل الاشنمان المسمى هيكل المؤسس ولبث فيه أربعين يوما فضربوا الهيكل بالنار فاحترق مع أصحابه وخلف من التلاميذ خلق وعمد ديميرطويوس إلى منزله فجعله هيكلا لأهل فرنطونيا. ذكره صاحب "عيون الأنباء".

٣٥٣٩ - فيثاغورس الطّبيب، من تلامذة اسقلنبيوس الثاني، عاش سبعين سنة ومات في حدود خمسة آلاف من الهبوط.

٣٥٤٠ - الشيخ العارف بالله فخر الدين الرُّومي الحنفي (١)، مؤلِّف "مشتمل الأحكام" المتوفى سنة ... كان متوطنًا ببلدة مُدُرْني وكان عالمًا فاضلًا على جانب عظيم من الورع والتقوى. وكان لا يُصلّي خلف إمام يؤمّ بأجرة احتياطًا بناء على أن السَّلَف قد كرهوا الأجرة في العبادات. وكان له حظٌ عظيمٌ من العلوم الشرعية، وقد ألَّف كتابًا في الدعوات المأثورة في عمل اليوم والليلة وضمَّنه مباحث دقيقة يدل ذلك على مهارته وجمع "مشتمل الأحكام" ببلدة أدرنه سنة تسع وسبعين وثمانمائة.

٣٥٤١ - المولى العالم فخر الدين العَجَمي الحنفي (٢)، المتوفى بأدرنة سنة ...

قرأ على علماء عصره، منهم السيد الشريف، ثم أتى بلاد الروم وصار معيدًا للمولى محمد شاه الفناري، ثم صار مدرِّسًا ببعض المدارس، ثم صار مفتيًا في عصر السلطان مراد خان وعيّن له كل يوم ثلاثين درهمًا وأراد السلطان أن يزيد عليها فلم يقبل وقال: حقي في


(١) ترجمته في "الشقائق النعمانية" (٣٢) طبع بيروت وطبع إستانبول (٤٧) و"حدائق الشقائق" (٦٩) و"هدية العارفين" (٢/ ٥٢٨).
(٢) ترجمته في "الشقائق النعمانية" (٣٨) طبع بيروت وطبع إستانبول (٥٩ - ٦٠) و"حدائق الشقائق" (٨١ - ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>