للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٣٩ - الإمام الزاهد أبو بكر أيوب بن كَيْسَان السّخْتِيَانيّ البصري (١)، المتوفى بها سنة إحدى وثلاثين ومائة، وله ثلاث وستون سنة.

كان أحد الأعلام وسَيّد الفُقَهَاء، من صغار التابعين، له نحو ثمانمائة حديث وكان إذا ذكر حديثاً بكى. وحجَّ أربعين حَجَّة، يُحيي الليل كله فيخفي ذلك.

وكان إماماً ثقة، سمع الحديث من أنس وروى عنه الثوري وشعبة ومالك بن أنس. ذكره ابن الأثير وغيره.

١٠٤٠ - المَلِكُ الصَّالح نجم الدين أيوب بن محمد الكامل بن أبي بكر محمد العادل بن أيوب الأيوبي (٢)، سلطان مصر، السابع من الأكراد الأيوبية بمصر وآخرهم، المتوفى ليلة النصف من شعبان سنة سبع وأربعين وستمائة، عن أربع وأربعين سنة.

كان قد تولى ديار بكر في أيام والده سنين، ثم تسلطن بعد خلع أخيه العادل في ذي الحجة سنة ٢٣٧ وعمره أربع وثلاثون سنة، ثم قتله ولما تمّ أمره أقبل على شراء المماليك الترك وقبض على أمراء الكامل وأخذ في بناء قلعة الجزيرة واتخذها مسكناً فشيدها في ثلاثة أعوام.

وفي سنة ٣٩ شرع في عِمَارة المدرسة في القاهرة وفي سنة ٤٤ لما انهزم عمه الصالح إسمعيل من بركة خان في وقعة بحيرة حمص (٣)، صارت الشام له، فقدمها، ثم مرَّ ببصرى والقدس فأمر بعمارة سورها.

وفي سنة ٤٦ لما قايض الأشرف موسى ملك حمص بلدة تلّبَاشِر (٤) بحمص مع الناصر يوسف صاحب حلب، خرج الصالح من مصر بالعساكر، ثم عاد مريضاً في محفة وقد نزل الفرنسيش (٥) بجيوشه على دمياط فملكها بلا ضربة، فسار إليه الصالح في محفّة ووقع له حروب مع الفرنج بالمنصورة، فمات وأُخفي موته إلى أن حضر ولده تورانشاه من حصن كيفا وساست الناسَ زوجته أم خليل شجرة الدُّرِّ، فلما حضر تورانشاه إلى المنصورة حصل بقدومه النصر على العدو.


(١) ترجمته في "حلية الأولياء" (٣/ ٢ - ١٤) و"جامع الأصول" (١٣/ ١٠٠ - ١٠١) و"تهذيب الكمال" (٣/ ٤٥٧ - ٤٦٤) و"مختصر طبقات علماء الحديث" (١/ ٢٠٨ - ٢١٠) و"سير أعلام النبلاء" (٦/ ١٥ - ٢٦) و"شذرات الذهب" (٢/ ١٣٥) و"الأعلام" (٢/ ١٣٨).
(٢) ترجمته في "مرآة الزمان" (٨/ ٥١٤ - ٥١٥) (مخطوط) و"سير أعلام النبلاء" (٢٣/ ١٨٧ - ١٩٣) و"النجوم الزاهرة" (٦/ ٣٦١) و"شفاء القلوب في مناقب بني أيوب" (٣٦٧ - ٣٨٢) و"شذرات الذهب" (٧/ ٤١١ - ٤١٢) و"فذلكة" ورق (١٤٥ أ) و"الأعلام" (٢/ ٣٨).
(٣) انظر "مفرج الكروب في أخبار بني أيوب" (٥/ ٣٥٨ - ٣٥٩) والتعليق عليه.
(٤) تلُّ باشِر: قلعة حصينة وكورة واسعة في شمالي حلب، بينها وبين حلب يومان. "معجم البدان" (٢/ ٤٠).
(٥) ينظر "المقفى الكبير" (٢/ ٦٢٨ - ٦٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>