للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٠٦ - أبو نصر أَنُوشروان بن خالد بن محمد بن القَاشَاني القيني الوزير (١)، المتوفى في رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وقد شاخ.

وزر للمسترشد ثم للسلطان مسعود السلجوقي وكان عاقلاً فاضلاً مهيباً وفيه دين وحلم مع تشيع قليل وكان السبب في عمل الحريري "المقامات". وكان كريماً جواداً. وقين: قرية من قرى قاشان. ذكره ابن خلكان وغيره.

١٠٠٧ - الملك العادل أنوشروان بن قباد بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور الساساني (٢)، ملك بعد أبيه قباد وكان صغير السن، فمات سنة ثمان وثمانين وثمانمائة للإسكندر وكانت مدة ملكه أربعاً وستين سنة. وقد أناف على خمس وسبعين سنة.

وكانت المزدكية قد استولت على الأمور في زمن أبيه، فعاهد الله على إعادة آل المنذر إلى الحيرة وقتل المزدكية، فأمر بقتل مزدك وإحراق جثته وأباح دماء المزدكية والمانوية فقتل منهم عالماً وأثبت الملة المجوسية، فقوي الملك بعد ضعفه وترك اللهو وبنى المعاقل والحصون وقسم أموال الزنادقة على الفقراء ورد المنذر إلى الحيرة وطرد الحارث عنها وكان مزدكياً كقباد، ثم سار إلى الهياطلة فقتل ملكهم لدم فيروز وأرسل جيشاً إلى اليمن فطردوا الحبشة عنها وغزا برجان فبنى لاب الأبواب وجعل السور من جوف البحر مقدار ميل لدفع الأمم المتصلة بذلك الجبل. ولما ملك عدل بين الرعية وعمل بوصية جده أردشير: لا سلطان إلا بالرجال ولا رجال إلا بالمال ولا مال إلا بالعمارة ولا عمارة إلا بالعدل. ولم يكن في الملوك أعدل منه وبنى قصراً رفيعاً ليشرف على العسكر والرعية ونهض في نيف وتسعين ألف مقاتل إلى بلاد الروم، فأخذ مدينة الرها وحلب وأنطاكية ونقل أهلها إلى العراق.

وكان بزرجمهر من خواصه ونديمه ثم جعله وزيراً، جاء رسول من الهند بالشطرنج فأمر أنوشروان لبزرجمهر فطالعه واستخرج ووضع النرد بإزائه وأرسله ثم انحط بزرجمهر من عند كسرى مدة فكف بصره.

وكان لأنوشروان ستة بنين وهرمز أكبرهم، فأمر بأن يكتب له عهد بالسلطنة فكتب وعاش بعد سنة ثم مضى لسبيله. وفي زمانه ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الثانية والأربعين من


(١) ترجمته في "المنتظم" (١٠/ ٧٧ - ٧٨) و"الكامل في التاريخ" (١٠/ ٦٤٢ وغيرها) و"وفيات الأعيان" (٤/ ٦٧) و"العبر" (٤/ ٩٠) و"مشتبه النسبة" (٤٩٥) وهو فيهما: "نوشروان" و"سير أعلام النبلاء" (١٥/ ٢٠ - ١٦) و"الوافي بالوفيات" (٤٢٧ - ٤٢٨) و"البداية والنهاية" (١٢/ ٢١٤) و"النجوم الزاهرة" (٥/ ٢٦١) و"شذرات الذهب" (٦/ ١٦٦) و"هدية العارفين" (١/ ٢٢٨).
(٢) ترجمته في "المعارف" (٦٦٣ - ٦٦٤) و"الأخبار الطوال" (٦٧ - ٧٥) و"تاريخ الطبري" (انظر الفهرس) و"مروج الذهب" (١/ ٢٦٣ - ٢٧٠) و"الكامل في التاريخ" (انظر الفهرس) و"تجارب الأمم" (١/ ٩٤) و"فذلكة" ورق (٥٦ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>