للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣٣٥ - الشيخ سِرَاج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصر بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق الكِنَاني البُلْقِينِي القاهري الشافعي (١)، المتوفى بها في ذي القعدة سنة خمس وثمانمائة، عن إحدى وثمانين سنة.

حفظ القرآن وصلّى به وهو ابن سبع، وحفظ المتون وأقدمه أبوه إلى القاهرة وهو ابن اثنتي عشرة سنة. فعرض محفوظه على التقي السُّبْكِي والجلال القَزْويني فأعجبهم ذكاؤه، ثم عاد واستوطن القاهرة سنة ٧٣٨ وتفقّه على السُّبْكِي والعزّ بن جَمَاعة، وقرأ الأصول والعقليات على الشمس الأصفهاني، والتفسير والعربية على. أبي حَيَّان وابن عقيل وتزوج ابنته، وسمع الحديث من المِزّي والذهبي وابن الجَزَري وابن نُباته، فخرَّج له أبو عمر "أربعين حديثاً" وكذا الولي العراقي، وحجّ سنة ٤٠ وزار القدس واجتمع بالصلاح العلائي، فأذنوا له بالإفتاء والتدريس وعظّمه أجلاء شيوخه وناب في الحكم عن ابن عقيل، ودرّس بالخشابية وغيرها وولي إفتاء دار العدل ثم قضاء الشام سنة ٦٩ وعيّن لقضاء مصر غير مرّة لكن لم يتم مع ارتقائه لأعظم منبر، وشاع ذكره في الممالك.

قال أبو حَيَّان: كان إماماً في العربية، مع ما منحه الله له من علمه بالشريعة بحيث نال في الفقه وأصوله الرتبة العليا. انتهى

ولما عاد من دمشق كان معول الناس عليه في الفتوى، وكثرت طلبته، وله نظم وسط وتصانيف كثيرة لم تتم [إذ كان] يبتدئ كتاباً فيصنّف فيه قطعة ثم يتركه، وقلمه لا يشبه لسانه واستمرَّ مقبلاً على الاشتغال بالتدريس والفتوى إلى أن تفرد ولم يبق من يزاحمه وصار يضرب به المثل في العلم. ويقال هو المجدد في رأس المائة الثامنة. وكان وقوراً حليماً موَّفقاً في الفتوى ولا تركن النّفس إلا إلى فتواه ولا يجتمع به أحد من العلماء إلا ويعترف بفضله. ومما كَمُلَ من تصنيفه "محاسن الاصطلاح" وكتب من "شرح البخاري" على نحو عشرين حديثاً مجلدين. وقد ترجم له ولداه الجلال عبد الرحمن والعلم صالح منفردين. هذا خلاصة ما ذكره نقلاً من "الضوء اللامع".

٣٣٣٦ - الشيخ أبو حفص عمر بن سالم الحداد النَّيْسَابُوري (٢)، المتوفى بها سنة أربع وستين ومائتين، كان من قرية يقال لها كوزه آباد على باب نيسابور، وهو أول من أظهر طريقة التصوف بنيسابور. ذكره القُشَيْري في "رسالته".


(١) ترجمته في "شذرات الذهب" (٩١٨٠) و"الدليل الشافي" (١/ ٤٩٧) و"الضوء اللامع" (٦/ ٨٥) و"القبس الحاوي" (٢١٥) و"الرسالة المستطرفة" (٢٠٧) و"الأعلام" (٥/ ٤٦).
(٢) ترجمته في "الرسالة القشيرية" (٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>