للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٧٦ - صاحب السد إسكندر الأكبر ذو القرنين الرومي (١)، واختلف في اسمه ونسبه (٢) فقيل: عبد الله وقيل: مصعب. وفي "الآثار الباقية" أنه أبو كرب الحميري وأنه ملك مشارق الأرض ومغاربها وهو الذي افتخر به التبابعة. قال الرازي: والأظهر أن إسكندر اسمه. واختلف في نبوته أيضًا بعد الاتفاق على ولايته فقيل: كان نبيًا لقوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ} (٣) وظاهر أنه متناول للتمكين في الدين وكماله بالنبوة ولقوله: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} (٤) ومن جملة الأشياء النبوة. وقيل: كان ملكًا، روي ذلك عن عمر -رضي الله عنه-. والصحيح أنه كان ملكًا عادلًا، ملك الأقاليم وقهر أهلها داعيًا إلى الله، وكان الخضر على مقدمة جيشه بمنزلة المستشار الذي هو من الملك بمنزلة الوزير.

وذكر الأزرقي أنه أسلم على يدي إبراهيم -عليه السلام- فطاف معه بالكعبة، وروي إنه حج ماشيًا فلما سمع إبراهيم -عليه السلام- بقدومه تلقاه ودعا له وأوصاه بوصايا، ويقال إنه أتي بفرس ليركب فقال: لا أركب في بلد فيه الخليل -عليه السلام-، فعند ذلك سُخِّر له السحاب وطويت له الأسباب وبشَّره إبراهيم -عليه السلام- بذلك.

ولقب بذي القرنين لأنه بلغ قرني الشمس مشرقها ومغربها وقيل: لشجاعته كما يقال الكبش للشجاع.

بني السد بين الجبلين في منقطع أرض الترك، لا جبلا أرمينية وأذربيجان كما توهم وإن روي ذلك عن ابن عباس، قيل: كان ارتفاعه مائتي ذراع وعرضه خمسين ذراعًا. ثم مات وهو ابن ألف وستمائة.

وهو ذو القرنين الرومي. وأما ذو القرنين اليوناني الذي ذكر بأيامه فقد سبق ذكره آنفًا وكان متأخرًا عن الأول بدهر طويل أكثر من ألفي سنة فيقع بذلك خطأ كبير وفساد كثير. ذكره ابن كثير في "تاريخه".

٨٧٧ - الشيخ أبو عمران أسلم بن الحسن البَارُوسي النيسابوري (٥)، المتوفى سنة ...


(١) ترجمته في "مروج الذهب" (١/ ٣٠٥) و"الملل والنحل" (٢/ ١٣٧ - ١٤١) و"البداية والنهاية" (٢/ ١٠٢ - ١٠٩)
و"فذلكة" ورق (٧٠ ب).
(٢) هذه الكلمة ليست في (م).
(٣) سورة الكهف الآية (٨٤).
(٤) سورة الكهف الآية (٨٤).
(٥) ترجمته في "أنساب السمعاني" (٢/ ٣٤) و"اللباب" (١/ ١٠٨) وعن الحاشية (أ) على"طبقات الصوفية" (١٢٣) و"نفحات الأنس" (١/ ٩٣) وهو فيها جميعًا: سَلْم بن الحسن. فليعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>