للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد بقصبة خاق من بلاد خراسان وأخذ التصوف عن الشيخ نور الدين عبد الرحمن المصري، وكان جامعًا للعلوم الظّاهرة والباطنة، وكتب شيخه له كتاب الإجازة ذكر فيه أنه أدخله في خلوته المعهودة وهي سبعة أيام، ففتح الله عليه أبواب المواهب في الليلة الرابعة وازداد في الترقيات إلى حقيقة التوحيد وانحلّت قيود التفرقة في شهود الجمع قبل إتمام الأيام السبعة لقوة استعداده. انتهى كلامه. فكان مرشدًا كاملًا، رئيس الطريقة، له خلفاء عبادلة وهم: الشيخ عبد اللطيف المقدسي وعبد المعطي المغربي وعبد الرحيم المرزيفوني، وكتب لهم وصايا حسنة يقرؤنها ويعملون بها في طريقته، رحمهم الله. من "الشقائق" وغيره.

٤٥٩٤ - الشيخ الإمام شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الشافعي المقرئ (١)، المتوفى بشيراز في ربيع الأول سنة ٨٣٣ ثلاث وثلاثين وثمانمائة وعمره اثنتان وثمانون سنة.

ولد بدمشق وحفظ القرآن وسمع الحديث من جماعة وجمع السبعة (٢) على الشيوخ وحج سنة ٧٦٨ ثم رحل إلى مصر رحلتين وجمع القراءات العشر، وسمع من أصحاب الدّمياطي والأبرقوهي، وتفقّه على الإسنوي، وأَذن له بالإفتاء شيخه ابن كثير سنة ٧٤ [٧] وكذا البلقيني، ثم جلس للإقراء وولي قضاء الشام سنة ٧٩٣ ثم دخل الروم فقرأ عليه العشرة جماعة ببروسا. ولما كانت الفتنة التيمورية بها أخذه أمير تيمور معه سنة ٨٠٧ وأنزله بمدينة كَش، وقرأ عليه فيها جماعة ثم خرج إلى خراسان بعد وفاته، ثم إلى أصفهان وشيراز وألزمه صاحب شيراز قضاءها فبقي كرهًا، ثم خرج إلى البصرة وجاور بمكة سنة ٨٢٣ ثم عاد إلى شيراز ومات ودفن في دار قرائه. وله مؤلفات منها "النشر في [القراءات] العشر" و "الطيبة" و "الدُّرة" و"المقدمة" و "طبقات القراء" (٣) و "شرح المفتاح" و"هداية الرواة" منظومة في أصول الحديث ونظم "غاية المهرة" و "الجوهرة" في النحو و"التقريب" و "تحبير التيسير" و "تذكرة العالم" و"الحصن الحصين" ومختصره "العدة". وكان له ابنان فاضلان:

كبيره: أبو الفتح محمد المتوفى سنة ٨١٤ عن سبع وثلاثين سنة.

وصغيره: أبو الخير محمد أيضًا ولد سنة ٧٨٩.

وله ولد آخر اسمه أحمد سبق ذكره. من "الشقائق".


(١) ترجمته في "الشقائق النعمانية" طبع إستانبول (٣٦ - ٤٤) و"حدائق الشقائق (٥٩ - ٦٢) و"الضوء اللامع" (٩/ ٢٥٥) و"شذرات الذهب" (٩/ ٢٩٨) و"غاية النهاية" (٢/ ٢٤٧) و"الدليل الشافي" (٢/ ٦٩٧) و"معجم المؤلفين" (٣/ ٦٨٧) و"الأعلام" (٧/ ٤٥).
(٢) يعني القراءات السبعة.
(٣) واسمه الكامل: "غاية النهاية في طبقات القراء".

<<  <  ج: ص:  >  >>