للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩١٧ - جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحُسَيني (١)، كان ماهرًا في الحديث، درّس بسلطانية هَرَاة والخانقاه الإخلاصية وصنَّف "روضة الأحباب" في السير ومختصرًا في صناعة الشعر والبديع. قال النوائي: في "المجالس": هو مع صغر حجمه كثير الفوائد ليس له نظير في بابه وهذا البيت في المقلوب المستوي منه:

شكر دهنا غمي نداري ... يرادني مغانه دركش (٢)

ولما استولى عُبيد الله خان على هَرَاة خرج إليه لترتيب الصلح بالتماس الوالي وعلى رأسه تاج شاهي ولذلك ترك الختان مراسم التكريم ولم يسمع كلامه، فرجع منكسرًا واشتغل بقراءة السيفي فرجع السيفي ووجد في المنديل ميتًا وكان ولده ميركشاه مُحَدِّثًا أيضًا، قام مقام أبيه في إفادة ذلك الفن الشريف، والمنديل اسم دائرة حول المغربين.

٢٩١٨ - العالم الفاضل خواجه عطاء الله بن محمد العَجَمي (٣)، المتوفى سنة خمس وتسعمائة. قرأ في بلاد العجم، ثم ارتحل إلى الروم في الدولة الفاتحية ومات في أيام السلطان بايزيد خان. كان فاضلًا في العلوم العقلية والنقلية، له يد طولى في الرياضيات والنجوم وله رسائل في الربع [المجيب] والاصطرلاب والأوزان.

٢٩١٩ - عَطَاء المُقَنَّع [الساحر الملعون (٤)، خرج بناحية مرو سنة ١٦١ وادعى الربوبية واستغوى خلائق لا يحصون وأرى الناس قمرا ثانيا في السماء كان يرى ذلك إلى مسيرة شهرين يخيل لهم صورته. وكان يرى بالتناسخ وكان قبيح الشكل وكان قد اتخذ وجها من ذهب لا يسفر عن وجهه لكي لا يرى قبح صورته، ولذلك قيل له المقنع. وكان قد عَبَدَة خلق وقاتلوا دونه مع ما عاينوا منه من عظم إدعائه وقبح صورته وإنما غلب على عقولهم بالتمويهات التي أظهرها، من ذلك القمر، وإليه أشار المَعَرِّي في قوله:

أفق أيها البدر المقنع رأسه ... ضلال وغي مثل بدر المقنع

وفي سنة ١٦٣ بالغ سعيد الحرسي في حصار المقنع فلما أحس الملعون بالغلبة استعمل سُمًّا فسقاه نساءه فمتن ثم سقى نفسه فهلك الجميع، ودخل المسلمون الحصين فقطعوا رأسه ووجهوا به إلى المهدي وكان في قلعة بما وراء النهر. كذا في "العبر" و"اليافعي"].


(١) ترجمته في "هدية العارفين" (١/ ٦٦٤) و"معجم المؤلفين" (٢/ ٣٨٠) وفوق هذه الترجمة كَتَبَ المؤلِّفُ ما يلي: "وأما عطاء الله النيسابوري فإنه كان من أعلام خراسان ماهرًا في الفنون خصوصًا في المنطق والكلام وله ميل إلى التشيع والتبتل".
(٢) ومعناه: يَا حلو الفم ليس عندك همٌّ ............... .
(٣) ترجمته في "هدية العارفين" (١/ ٦٦٤) وعنه الاستدراك و"الفوائد البهية" (٥٠٦) و"معجم المؤلفين" (٢/ ٣٧٩).
(٤) ترجمته في "وفيات الأعيان" (٣/ ٢٦٣ - ٢٦٥) و"شذرات الذهب" (٢/ ٢٧١ - ٢٧٣) و"العبر" (١/ ٢٣٥) و"فذلكة" ورق (٢٦٩ أ) وما بين الحاصرتين تكملة منه. و"الأعلام" (٤/ ٢٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>