للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذ التصوف أولًا عن الشيخ مصلح الدين المشتهر بإمام الدبّاغين، ثم انتقل إلى خدمة الشيخ عبد اللطيف القدسي وأكمل عنده الطريقة وأجازه للإرشاد. وسافر للحج من طريق البحر فأخذه (١) النصارى وحبسوه في قلعة رودوس واشتراه منهم الأمير إبراهيم بن قرامان، ثم توطن بقسطنطينية وكان جامعًا للعلوم الظاهرة والباطنة، عالمًا بعلم الوفق وظهرت له ببركته تصرفات عظيمة وله معرفة تامة بالموسيقي منقطعًا عن الناس لا يلتفت إلى أرباب الدنيا وقصد محمد خان أن يجتمع معه ولم يرض بذلك وقصد أيضًا السلطان بايزيد خان فامتنع ولما مات حضر جنازته وكشف عن وجهه لينظر إليه اشتياقا لرؤيته وكان يختار الخلوة على الصحبة ويغلب على ظاهره الجلال، وكان لا يخرج إلا في أوقات معينة فيزدحم الأكابر على بابه. ذكره في "الشقائق".

٤٩٧٥ - العالم الفاضل مُصْلِح الدين مصطفى بن أوحد الدين اليارحصاري (٢)، المتوفى بقسطنطينية سنة إحدى عشرة وتسعمائة.

قرأ على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى خواجه زاده وصار مدرِّسًا بمدارس، إلى أن صار قاضيًا بقسطنطينية في أيام السلطان بايزيد خان ومات وهو قاضٍ بها. وكان عالما فاضلًا في العلوم، له "رسالة في تجويز الفرار من الوباء" وله مسجد ومحراب وقبره في حظيرة مسجده.

٤٩٧٦ - مصطفى بن بالي (٣).

٤٩٧٧ - الكاتب الفاضل مُصطفى بن جلال التَّوقيعي، المعروف بقُوجه نشانجي (٤)، المتوفى بقسطنطينية في ربيع الآخر سنة خمس وسبعين وتسعمائة عن ....

كان أبوه قاضيًا. قرأ وتمحض بتحصيل الخط الديواني، إلى أن صار من الكُتَّاب وكاتب السرِّ لإبراهيم باشا وزاد قَدْرُهُ وشرفه، ثم كان رئيس الكُتَّاب وموقّعًا في سفر العراقين، نافذ الكلام مقبولًا للأنام وامتد زمانه حتى صار مرجعًا في القوانين، ثم تقاعد بثلاثمائة ألف درهم مساهمة في سنة ٩٢٤ ثم أعيد إلى منصبه بسكتوار إلى أن مات. وكان شاعرًا منشئًا جوادًا،


(١) في الأصل "فأخذته".
(٢) ترجمته في "حدائق الشقائق" (٢٢٣ - ٢٢٤) و"هدية العارفين" (٢/ ٤٣٣) و"كشف الظنون" (١/ ٨٩٧) و"الفوائد البهية" (٣٥١) و"معجم المؤلفين" (٣/ ٨٥٩).
(٣) ترجمته في "الأعلام" (٧/ ٢٣٤).
(٤) ترجمته في "حدائق الحقائق" (١١٣ - ١١٤) و"إيضاح المكنون" (١/ ٤٦٣) و (٢/ ٤١٨) و"معجم المؤلفين" (٣/ ٨٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>