للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأربعمائة سقيمًا. وهو الذي احتفر انهارًا بَالعراق أخذها من الفرات، يقال إن نهر كوثا من طريق الكوفة من ذلك. عاش نمرود بعد إلقاء إبراهيم -عليه السلام- في النار زمنًا طويلًا، لا يزداد إلا عتوًا، فبعث الله إليه ملكًا فدعاه للإسلام فلم يؤمن فقال نمرود: ألربك جنود، قال: نعم، قال: فليقاتلني، فجمع جنوده فأمر الله جنود البعوض فأحاطت بهم وأهلكتهم، فقال له الملك أتؤمن بالله فقال: لا فأمر الله بعوضة دخلت منخره ووصلت إلى دماغه فأقام أربعمائة سنة، فلا يستريح حتى يضرب رأسه بالمطارق حتى هلك. انتهى نقلًا من "أخبار الدول"].

٥١٩٠ - أحد الأعلام الشيخ الإمام أبو عصمة نوح بن أبي مريم يزيد بن جَعْوَنَة الخُراساني المروزي، الحنفي الملقب بالجامع (١)، المتوفى سنة ثلاث وسبعين ومائة، عن ....

وكان على قضاء مرو وإنما لُقِّب به لأنه أول من جمع فقه أبي حنيفة بمرو وقيل إنه كان جامعًا بين العلوم وكان له أربعة مجالس: مجلس للأثر ومجلس للفقه ومجلس للنحو ومجلس للأشعار، يروي عن الزّهري وغيره. روى عنه العراقيون وأهل بلده.

قال في "جامع الأصول": هو متروك الحديث، له ذكر في طبقات المجروحين. سئل عن الأحاديث الموضوعة في فضائل القرآن فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي أبي إسحق فوضعتها حسبة.

قال ابن حبَّان: جمع كل شيء إلا الصدق وكان مرجئيًا، شديدًا على الجهمية. أخذ الفقه عن أبي حنيفة وابن أبي ليلى والحديث عن حَجَّاج بن أرطأة والتفسير عن ابن الكلبي ومقاتل والمغازي عن أبي إسحق.

٥١٩١ - الشيخ الإمام الفقيه أبو محمد نُوح بن دَرَّاج الكُوفي النَّخَعيّ الحنفي (٢)، صاحب الإمام، المتوفى قاضيًا ببغداد سنة اثنتين وثمانين ومائة. وله .....

حدَّث عن ابن أبي ليلى وسليمان الأعمش ومحمد بن إسحق. وأخذ الفقه عن أبي حنيفة وزُفَر، وروى عنه سعيد بن منصور وغيره، وولي قضاء الكوفة وقضاء الجانب الشرقي (٣). وروى له الخطيب في "تاريخه". وكان أبوه حائكًا في النبط وله بنون أربعة كلّهم ولي القضاء. ذكره تقي الدين.


(١) ترجمته في "جامع الأصول" (١٥/ ٤٤٠) و"الجواهر المضية (٢/ ٧) و (٤/ ٦٧) و"طبقات الفقهاء" لطاش لمجري زاده (٢١) و"تاج التراجم" (٧٦) و"شذرات الذهب" (٢/ ٣٣٥) و"الأعلام" (٨/ ٥١) و"معجم المؤلفين" (٤/ ٤٢).
(٢) ترجمته في "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣١٥ - ٣١٨) و"الوافي بالوفيات" (٢٧/ ١٨١) و"نكت الهميان" (٣٠١) و"الجواهر المضية" (٣/ ٥٦٢) و"الأعلام" (٨/ ٥٠).
(٣) فقال الشاعر فيما ذكره الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١٣/ ٣١٦) وابن أبي الوفاء في "الجواهر المضية":
إنَّ القِيَامَةَ فيما أَحْسَبُ اقْتَرَبَتْ ... إِذْ صَارَ قَاضينًا نُوح بنَ دَرَاجِ

<<  <  ج: ص:  >  >>