للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠٤٧ - الشيخ أبو مدين شعيب بن أبي علي الحسن الأنصاري الأندلسي الإشبيلي المالكي التِّلِمْساني (١)، المتوفى بتلمسان سنة تسع وثمانين وخمسمائة.

قطب زمانه الذي خرج على يديه من الأولياء ألف تلميذ. صحب في التصوف من المشايخ الأكابر جماعة، كأبي عبد الله مجدي الدقاق السلجلماسي وأبي الحسن علي المسلاوي وأبي يعزى والرامهرمزي الذي كان يفرك أذن الأسد ويسطو عليه. وله كتاب "أسُّ التوحيد ونزهة المريد" وهو واحد ممن جمع الله لهم بين علمي الشريعة والحقيقة. أفتى على مذهب مالك وأملى وقد خرج لصحبته غير واحد من أعيان الأكابر، مثل الشيخ أبي عبد الله القرشي وعبد الرحيم المغربي ومحيي الدين بن العربي وأبي العباس البوني.

٢٠٤٨ - شعيب [بن ميكائيل بن يشجن -عليه السلام- (٢)، ويقال له بالسريانية يثرون قاله ابن إسحق: وفيه نظر، ويقال شعيب بن يشجن بن لاوي بن يعقوب، وقيل من سلالة مدين بن إبراهيم، وقيل غير ذلك ويقال أمه بنت لوط، وكان ممن آمن بإبراهيم وهاجر معه وفيه نظر، وكان نبيا أرسله الله إلى قوم مدين وكانوا بعد قوم لوط بمدة قريبة، ومدين قبيلة عرفت بهم المدينة العربية من أرض معان من أطراف الشام فلو صح ما ذكره ابن عبد البر في ترجمة سلمة الغزي لدل على أن شعيبا صهر موسى وأنه من قبيلة العنزة من العرب غير عنزة بن أسد، ويقال له خطيب الأنبياء لفصاحته. وكان قومه كفارا يقطعون السبيل ويعبدون الأيكة ويبخسون المكيال والميزان فدعاهم إلى الله فآمن به بعضهم وكفر أكثرهم حتى أخذ الله رجفت بهم أرضهم وزلزلت زلزالا شديدا فأصبحت جثثهم جاثمة لا أرواح فيها وقد جمع الله عليهم أنواعا من العقوبات رجفة وصيحة وظلمة لكنه تعالى أخبر عنهم في كل سورة بما يناسب سياقها ومن زعم أن أصحاب الأيكة أمة أخرى فقوله ضعيف، وما ذكر ابن عساكر من الحديث: أن مدين وأصحاب الأيكة أمتان بعث إليهما شعيب غريب من الاسرائليات والله أعلم ونجا الله شعيبا ومن معه من المؤمنين. وذكر ابن عساكر عن ابن عباس: أنه كان بعد يوسف -عليه السلام-، وعن وهب أنه مات بمكة ومن معه من المؤمنين فقبورهم غربي الكعبة. وفي "العيلم": قبره بقرية يقال لها حطين من أعمال صفد. كذا في "أنس الجليل" والله أعلم].


(١) ترجمته في "تعريف الخلف برجال السلف" (٢/ ١٨٠) و"عنوان الدراية" (٢٢) و"سير أعلام النبلاء" (٢١/ ٢١٩) و"شذرات الذهب" (٦/ ٤٩٥) و"شجرة النور الزكية" (١٦٤) و"دائرة المعارف الإسلامية" (١/ ٣٩٩) و"الأعلام" (٣/ ١٦٦).
(٢) ترجمته في "مفتاح السعادة" (٢/ ٥٠٤) و"فذلكة" ورق (٩ ب - ١٠ أ) وما بين الحاصرتين تكملة منه. و"الأعلام" (٣/ ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>