(٢) قال ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب" (٢/ ٥٦): وكان بينهما مهاجاة وتفاخر وفُضِّل جرير بأبياته الأربعة: الفخر والمدح والهجاء والتشبيب، فالفخر قوله في قومه: إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابا والمدح قوله: ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح والهجاء قوله: فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعباً بلغت ولا كلابا والتشبيب قوله: يصرعن ذا اللّب حتى لا حراك به ... وَهُنَّ أضعف خلق الله أركانا وكان عمر بن عبد العزيز لا يأذن لأحد من الشعراء غيره. ولما مات الفرزدق بكى جرير وقال: إني لأعلم أني قليل البقاء بعده ولقد كان نجمنا واحداً وكل منا مشغول بصاحبه وقلما مات ضد أو صديق إلا ويتبعه صاحبه وبقي حزيناً. وقال: أطفا موت الفرزدق جمرتي وأسال عبرتي وقرَّب منيتي، فعاش بعده أربعين يوماً وقيل: ثمانين وقد قارب المئة. (٣) ترجمته في "جامع الأصول" (١٠/ ٣١٠ - ٣١٤) و (١٣/ ٢٦٥ - ٢٦٦) وما بين الحاصرتين تكملة منه و"الإصابة" (١/ ٢٣١).