للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شوال سنة ٩٢٦ ... وخلال حملاته على سكتوار عام ٩٧٣ اشتد عليه المرض، حتى أحس بالموت، فرفع يديه وتضرع ودعى بالفتح للمسلمين ثم كتب إلى ابنه كتابا أوصاه بالعدل بين الناس والعجلة بالمسير ثم توفي يوم السبت الثاني والعشرين من صفر سنة ٩٧٤. وكانت مدة سلطنته ثمانيا وأربعين سنة وعاش أربعًا وسبعين سنة كان -رحمه الله- سلطانا جليلا ممن اشتهر في الآفاق بالعدل وكثرة الخير وعلوّ الهمة وعظم القدر وكثرة الجيوش والخزائن وكان لطيف الطبع حسن النظم عالما شجيعا طويل القامة حسن الصورة جهوري الصوت ينظم نظما حسنا في الألسنة الثلاث وله من الأولاد مراد خان مات ٩٢٧ وعبد الله خان مات ٩٣٢ ومحمد خان ولد سنة ٩٢٨ مات سنة ٩٥٠ ومصطفى خان، وسليم خان، وبايزيد خان ولد سنة ٩٣٣ مات سنة ٩٦٧ وجهانكير ولد سنة ٩٣٧ مات سنة ٩٦٠. توفي الكل في حياته سوى ولده السلطان سليم. وله من أبنية الخير الجامع السليماني بمدينة قسطنطنية وأربع مدارس وحمام والعمارة ودار الحديث ودار الشفاء ودار التعليم في حواليه وهو من عجائب الدنيا ونوادر الدهر شرعوا في بنائه سنة ... وتم فكانت أول صلوة صلوها صلوة الجمعة في الرابع عشر ذي الحجة سنة ٩٦٤ وكان يوما مشهودا وقالوا في تمامه تواريخ كثيرة أحسنها من حيث الصناعة ما قاله يحيى. وبنى جامعا على تربة والده السلطان سليم وعمارة في سنة وجامع شهزاده محمد خان على هذا الترتيب تم بناؤه في سنة ٩٥٥ وبنى جامعا لولده جهانكير على تل رفيع قبالة قسطنطنية وبنى جامعا ومدرسة لزوجته خرم سلطان المعروفة بخاصكي أم ولده محمد خان ورتب أوقافا على هذا لبنته مهروماه وأجرى ماء عرفات وأحيا مدرسة أياصوفيه في سنة ٩٢٧ وقد اندرست منذ بني المدارس الثمان بعد أن درس فيه الأفاضل والأعيان ومن أعظم أثاره إجراء نهر إلى قسطنطنية من مسافة أيام من طرف شمالي البلد على جسور وقناطر عملوها بعضها على بعض في عدة مواضع وصرف عليها أموال الدنيا وتم في رمضان سنة ٩٧١ فجرى منه نحو مائة عين في عدة مواضع من البلد وهو من عجائب الدنيا، ومن محدثاته الجليلة جسر جكمجه الكبرى أمر ببنائه في سنة ٩٧٠ على الخليج المنتصب من البحر الأبيض إلى بحيرة جكمجه على مسافة أميال وهو مما يستغرب أن يقدر عليه بنو آدم، وأحدث أربع مدارس جليلة بمكة وعَيَّن الإدارات لأهالي الحرمين الشريفين، وله ولوزارئه أثار حسنة في بلاد الإسلام لا تحصى، تقبل الله حسناتهم وغفر سيئاتهم].

١٩٤٦ - سليمان بن صرد بن محمد [الخزاعي (١)، خرج هو والمسيب الفزاري صاحب علي في أربعة آلاف يطلبون بدم الحسين في سنة ٦٥، وكان مروان قد جهز نحو ستين ألفا مع عبيد


(١) ترجمته في "فذلكة" ورق (٢٦٧ أ) وما بين الحاصرتين تكملة منه و"الأعلام" (٣/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>