للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيت المال ما يقوم بكفايتي ولا يحلّ الزيادة. وكان متشرعًا متورعًا لا تأخذه في الحقّ لومة لائم. قرأ عليه مولانا خواجه زاده "كتاب البخاري" وأجازه بالحديث، وأخذ المولى المذكور الإجازة بالحديث من المولى حيدر الهروي وله مع السلطان محمد خان قصة في قتل بعض الملاحدة (١) وإحراقه بأدرنة. يروى أن المولى المذكور لما مرض عاده المولى الطُّوسي فاستوصاه فأوصى أن لا يخلي ظهر العوام من عصا الشريعة ولم يتكلم غير ذلك، ثم مات. ولما بنى السلطان مراد خان مدرسة دار الحديث فوّض إليه تدريسها مؤبدًا فبقي إلى وفاته.

٣٥٤٢ - الشيخ شهاب الدين فِتْيَان بن علي بن فِتْيَان الأَسَدي الحنفي الدمشقي، المعروف بالشهاب الشاغُوري الحنفي الشاعر (٢)، المتوفى في محرم سنة خمس عشرة وستمائة.

اشتغل وعُني بالأدب ومَهَرَ وكان شاعرًا فاضلًا، خدم الملوك ومدحهم وعَلَّم أولادهم. وله ديوان شعر وديوان دوبيت. وكان أديبًا طبعا وله حلقة في جامع دمشق. وكان يقرأ النحو وأشعاره رائقة جدًّا (٣) وله معان كثيرة مبتكرة. ذكره العماد في "الخريدة".

وشاغور -بالغين المعجمة- محلّة بالباب الصغير في دمشق. ذكره تقي الدين.

* * *


(١) يقصد أحد الملاحدة.
(٢) ترجمته في "خريدة القصر" قسم الشام (١/ ٢٤٧) و"وفيات الأعيان" (٤/ ٢٤) و"سير أعلام النبلاء" (٢٢/ ١٤٣) و"معجم البلدان" و"تاريخ الإسلام" (٦٢/ ٢٣٧) و"شذرات الذهب" (٧/ ١١٥).
(٣) وله ديوان شعر، حقّقه أحمد الجندي ونشره مجمع اللغة العربية بدمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>