للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨١٠ - آرش الرامي، الذي رمى السهم من آمل إلى مرو. وكان من أمره على ما ذكره دولتشاه أنه كان قد طلب من عمه طهمورث سهما من المملكة الموروثة وأنه يكفي له قدر غلوة (١) سهم (٢)، فأجاب فصنع له بعض الحكماء سهمًا مجوفًا مملوءًا بالسيمات والأدوية بحيث تجذبه الشمس بحرارتها، فرمى وقت الطلوع مقابلًا لها، فجذبها إلى مرو أربعين مرحلة. كذا نقل في بعض التواريخ هذا وإن كان بعيدًا عقلًا، لكن الشيخ الرئيس ابن سينا، جوزه وقال: لم يستبعد أمثال ذلك من الحكمة أو قد يتأول بأن آمل اسم قرية من قرى مرو بينهما فرسخ. انتهى

٨١١ - الحكيم المهندس ارشميدس الرِّياضي اليوناني المصري (٣)، الذي قاس أراضي مصر وعيَّن موضع القرى على أعلى ما يكون من النيل في زمن طغيانه، فعل ذلك لبعض ملوكها وكانوا إذا جاء النيل تركوها وصعدوا إلى الجبال إلى أن يذهب النيل، فأسس الجسور المتوصل بها من قرية إلى قرية وفي أوساطها قناطر يبعد الماء منها من أرض قرية إلى أخرى، فزرعوا في وقته ووقف من أرض كل ضيعة أرضًا معينة يصرف غلتها إلى إصلاح الجسور، فهي إلى الآن معلومة ولها ديوان مفرد وعمال. وصنَّف أرشميدس كتاب "المسبع في الدائرة" و"كتاب مساحة الدائرة"، وكتاب "الكرة والأسطوانة"، وكتاب "تربيع الدائرة"، و"مقالة كتاب الدوائر المماسة"، و"مقالة كتاب المثلثات" وكتاب "المخطوط المتوازية"، وكتاب "المأخوذات في أصول الهندسة" وكتاب "المفروضات"، وكتاب "خواص المثلثات القائمة الزاويا"، وكتاب "ساعات آلات الماء التي ترمي بالبنادق" وغير ذلك (٤).

٨١٢ - أرغون بن أبق ابن هلاكو بن تُولي بن جنكيز (٥)، سلطان العراق وخراسان وأذربيجان، المتوفى بنهركر في ربيع الأول سنة تسعين وستمائة، وكانت مدته سبع سنين. وقد تملّك بعد عَمّه أحمد وكان يتدين بعبادة الأصنام والشجر، شديد العباس صنعت له ثلاثة أفراس فوقف عند أولها راجلًا وطفر فركب الثالث ولم يتعلق بشيء منها. ذكره صاحب "المنهل". وكان سفَّاكًا للدماء، عظيم الحرب. ولما هلك اتهمت المغل وزيره سعيد الدولة (٦) اليهودي بقتله،


(١) جاء في "الصحاح" للجوهري في مادة (غلا) (٢/ ٢٤٤٨): "الغلوة: الغاية مقدار رمية".
(٢) كذا في الأصل وجاء فوقها (غريبة) ومكانه في (م): "وكان مراده قدر غلوة سهم".
(٣) ترجمته في "إخبار العلماء بأخبار الحكماء" (٤٧) و"تاريخ الحكماء" (٦٦) و"الفهرست" للنديم.
(٤) وجاء في هامش الأصل ما نصه: "وذكر النديم أن الروم أحرقت من كتب أرشميدس خمسة عشر حملا. منه".
(٥) ترجمته في "العبر" (٥/ ٣٦٦) و"دول الإسلام" (٢/ ٢١٥) و"البداية والنهاية" (١٣/ ٣٢٤) و"النجوم الزاهرة" (٨/ ٢٩) و"المنهل الصَّافي" (٢/ ٣١٠) و"شذرات الذهب" (٧/ ٧١٩) و"فذلكة" ورق (١٥٩ ب).
(٦) في الأصل و (م): "سعد الدولة" والتصحيح من "العبر" و"شذرات الذهب".

<<  <  ج: ص:  >  >>