(٣) من المعروف أن العلماء العثمانيين كانوا بوجه عام يعرفون تلك اللغات الثلاث (أو بحسب تعبيرهم الألسنة الثلاثة)، وكانوا يكتبون أعمالهم بالعربية والفارسية إلى جانب لغتهم الأم (اللغة التركية)، وكان الأدب التركي واقعًا تحت تأثير الأدب الفارسي. ولأجل هذا كان على العالم العثماني الذي يود التقدم في مجال العلوم والآداب ويفهم جيدًا ما كتب فيها أن يقدم على تعلم تلك اللغات الثلاث وإتقانها. بل إن السلاطين الكبار مثل السلطان الفاتح والسلطان سليم الأول والسلطان سليمان القانوني كانوا يتقنونها، وكان منهم من قرض الشعر بالفارسية، ويوجد للسلطان سليم ديوان شعر فارلسي. وهناك كثير من العلماء العثمانيين ممن كانوا يستخدمون لغتين منها أو الثلاثة معًا في مؤلفاتهم، وعلى سبيل المثال فإن قاضي زاده وعلي قوشجي وضعا مؤلفاتهما بالفارسية أو العربية، بينما استخدم التركية والعربية في الكتابة كل من محمد بن الكاتب سنان ومصطفى بن علي الموقت وقنالى زاده والبركوي وأبي السعود أفندي، أما ميرم جلبي وابن كمال باشا وفضولي فقد استخدموا اللغات الثلاث.