للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأرجح هو الفرضية القائلة بأن الإضافات التي أشرنا إليها هنا قد جرى وضعها في المسودة فيما بعد من طرف المؤلف نفسه وذلك على ضوء النتائج التي توصلنا إليها حتى الآن.

وعلى ذلك فإن النسخة المبيضة التي ذكرها كاتب جلبي وهو يتحدث عن سيرته الذاتية في كتابه "ميزان الحق" فقال: "في سنة إحدى وستين واثنتين وستين (١٠٦١ - ١٠٦٢ هـ) (١٦٥١ - ١٦٥٢ م) جرى تبييض الجلد الأول من كتابنا في الطبقات الموسوم بسلم الوصول إلى طبقات الفحول وذلك حتى حرف التاء" هي نسخة مفقودة لم تصلنا، والمستنسخ الذي كتب نسخة القاهرة قد اعتمد عليها ونقل لنا المقدمة الموجودة في أولها ثم تراجم حرف الألف والتاء حتى مادة (بختنصر)، أي ما مجموعه ١٠٥٨ ترجمة، ثم توقف عند ذلك. وإذا أمعنا النظر في نسخة القاهرة فسوف نرى أن الصفحات التي تعقب الصحيفة (٢٢٨) التي هي ظهر الورقة (١١٤ b)، أي الورقة الأخيرة المكتوبة في النسخة قد ظلت فارغة. ويمكننا الاعتقاد أن المستنسخ كان ينوي الاستمرار في ملء تلك الصفحات الفارغة من المجلد المبيض المفقود.

وهناك دليل هام يدعم تلك الفرضية، ألا وهو مادة أفلاطون رقم (٩٧٠) الموجودة في الورقة (٥٣ b) من مسودة المؤلف، إذ تكشف أن هذه الترجمة قد تم نقلها بعينها من النسخة المبيضة المفقودة لسُلم الوصول إلى نسخة القاهرة، غير أن المعلومات التي أضافها كاتب جلبي فيما بعد وحشرها حشرًا على هامش الصحيفة في مسودته لم تكن موجودة في النسخة المبيضة، لذلك لم تنقل إلى نسخة القاهرة. ويبدو أن كاتب جلبي قد ترك النسخة المبيضة التي أعدها خلال عامي ١٠٦١ - ١٠٦٢ هـ (١٦٥١ - ١٦٥٢ م) جانبًا، وراح يواصل العمل على المسودة الأساسية، فأخذ يستكمل المواد التي لم تكتب ويملأ أسفل المواد التي تحتوي رموزًا لمصادرها، كما لم يهمل في الوقت نفسه أن يضيف إلى مواد معينة معلوماتٍ إضافية وجدها خاصة بالقسم الأول الذي تم تبيضه. وفي هذا السياق فإنه عندما وَجَدَ فيما بعد معلومات تتعلق بمادة أفلاطون وشعر بضرورة إضافتها إلى تلك المادة لم يتردد في إضافتها إلى الهامش في المسودة. وهذه المعلومات الإضافية والتراجم الإضافية وغيرها من العبارات والإضافات (كالأبيات الشعرية وغيرها) لم يستطع نقلها إلى "المجلد الأول" المستقل، ومن ثم لم نشهدها في نسخة القاهرة.

وهناك ثماني تراجم (٤٧٦ - ٤٨٣) موجودة في نسخة القاهرة، لكنها غير موجودة في مسودة المؤلف الموجودة بين أيدينا بصورتها المتماسكة من حرف الألف حتى حرف الياء، لكن هذه التراجم أضيفت إلى المسودة في حالة بطاقات من حيث الأساس، ويبدو أنها بعد أن نقلت إلى النسخة المبيضة سقطت من موضعها. (وألصقت على الورقة ٢٦ b والورقة ٢٧ a).

<<  <  ج: ص:  >  >>