بالأخطاء بسبب التعصب والجهل، ثم يتحدث عن ضرورة أن يراعي كُتّابُ التاريخ والتراجم أربعةَ أسسٍ رئيسية في هذا، فيقول:
"ولذلك اشترطوا فيمن يكتب التراجم والتاريخ شروطًا منها الصدق، وإذا نقل يعتمد اللفظ دون المعنى، وأن لا يكون ذلك الذي نقله أخذه في المذاكرة وكتبه بعد ذلك، وأن يسمي المنقول عنه. فهذه شروط أربعة فيما ينقله ويشترك فيه أيضًا لما يترجمه من عند نفسه ولما عساه يطول في التراجم من المنقول ويقصر أن يكون عارفًا بحال صاحب الترجمة علمًا ودينًا وغيرهما من الصفات وهذا عزيز جدًا وأن يكون حسن العبارة عارفًا بمدلولات الألفاظ وأن يكون حسن التصور حتى يتصور حال ترجمته جميع حال ذلك الشخص ويعبر عنه بعبارة لا تزيد عليه ولا تنقص عنه وأن لا يطلبه الهوى فيخيل إليه هواه الإطناب في مدح من يحبه والتقصير في غيره والتحرز عن الهوى عزيز جدًا وذلك إذا كان عنده من العدل ما يقهر به هواه ويسلك طريق الإنصاف فهذه أربعة شروط أخرى ولك أن تجعلها خمسة بزيادة الاستحضار على العلم وحسن التصور لأنه قد لا يحصل معهما حين التصنيف فهي تسعة شروط في المؤرخ وأصعبها الاطلاع على حال الشخص في العلم فإنه يحتاج إلى المشاركة في علمه والقرب منه حتى يعلم مرتبته".
وكان المؤلف وهو يُعِدُّ القسم الأول من كتابه قد قام بإعداد المسودة الموجودة بين أيدينا من خلال الملاحظات والمعلومات التي جمعها على شكل بطاقات ودفاتر، وقام أولًا بوضع الأسماء ضمن ترتيب ألفبائي دقيق، ثم شرع في كتابة تلك الأسماء في الكراسات التي تشكل المسودة الموجودة بين أيدينا. ولأن المعلومات اللازمة حول بعض المواد لم تتيسر له، أو لأنه أرجأ كتابتها لمرحلة لاحقة فقد بقيت تلك المواد على شكل عناوين فقط. واستخدم المؤلفُ المدادَ الأسود في كتابة المسودة، لكنه استخدم إلى جانبه المداد الأحمر أيضًا بقصد لفت نظر القارئ لعناوين الأقسام والأبواب والخاتمة وغير ذلك من الأمور التي رأى أهمية إبرازها، مثل:
القسم الأول، القسم الثاني، الخاتمه في فوائد متفرقة، باب الألف، باب الباء، باب التاء. ويُلاحظ وهو يكتب المواد الخاصة بأشخاص ترجم لهم أنه كتب اسم الشخص ثم ما اشتهر به من ألقاب وكنى بالمداد الأحمر. ومن ذلك مثلًا:
إبراهيم خليل الله،
الشيخ أبو إسحق إبراهيم بن السري ... الزجاج،
العلامة شهاب الدين أحمد بن إسمعيل بن عثمان الكوراني،
الشيخ الرئيس أبو علي الحسين بن عبد الله ... بن سينا،