ثم اعلم أن المدة المحررة بين هبوط آدم -عليه السلام- وبين الهجرة النبوية ستة آلاف سنة ومائتان وست عشرة سنة، على ما أثبته الماوردي في "أعلام النبوة" وتبعه الملك المؤيد في "تاريخه"(١) ووضع جدولًا مشتملًا على بيان المدد بين الوقائع، فأوردته ههنا ليستعلم أوقات الوفيات التي زمانهم قبل الهجرة ولو بالتقريب، وهو هذا:
جدول المدد بين التواريخ والوقائع
وأما الأقوال المختلفة في المدد فهذه على الإجمال من هبوط آدم إلى الطوفان عند بعض النصارى ألف ومائتان وعشرون سنة وثلاثة وعشرون يومًا وهو فاسد، وعند أكثر النصارى ألف ومائتان واثنان وأربعون سنة وذلك باطل أيضًا.
ومنه إلى الطوفان على ما ذُكر في التوراة السامرية ألف وثلاثمائة وسبع سنين، وكان لستمائة خلت من عمر نوح -عليه السلام-، وعاش آدم -عليه السلام- تسعمائة وثلاثين سنة باتفاق، فيكون نوح على حكم هذه التوراة أدرك من عمر آدم فوق مائتي سنة، فنوح قد أدرك جميع آبائه إلى آدم وهذا باطل.
ومنه إلى الطوفان على توراة العبرانية ألف وخمسمائة وخمس وستون سنة.
(١) انظر "المختصر في تاريخ البشر" لأبي الفداء (٦/ ١).