مكانه ولده عثمان بك. وكان تمرس في الغزو في سبيل الله منذ ولد سنة ٦٥٦. ولما رأى حده في الجهاد وعلم نجابته أكرمه وأيده وأرسل إليه الراية السلطانية والخلع السنية والطبل والسيف. فلما ضرب الطبل بين يديه نهض قائمًا إعظامًا للسلطان فمازال كذلك حتى فرغوا فمن ذلك اليوم من العسكر العثمانية القيام عند ضرب طبل السلطنة في الأسفار والأعياد. وكان عثمان بك يحب العلماء والصلحاء كثير التردد إلى الشيخ أده بالي القراماني وربما يبيت في زاويته فرأى ليلة في منامه أن قمرا خرج من حضن الشيخ فدخل في حضنه وعند ذلك نبتت من سرته شجرة عظيمة سدت أغصانها الآفاق وتحتها جبال راسيات ذات أنهار وعيون والناس ينتفعون من تلك المياه فلما استيقظ قصّ رؤياه على الشيخ فقال له الشيخ: لك البشرى بمنصب السلطنة وسيعلو أمرك وينتفع الناس بك وبأولادك وأني زوجتك بنتي هذه فقبلها عثمان المغازي وتزوجها فولد له منها أولاد من جملتهم السلطان أورخان. وفي هذه السنة أعني سنة ٦٨٧ سار عثمان بك إلى إينه كول ليلا وكبس قلعة قولجه فاتفق صاحب إينه كول مع قرة جه شهر على قتاله فوقع التقابل في جبل طومالج فانهزم الكفار بعد قتال شديد استشهد أخوه كندز ألب أو ساوجي وقتل قلانوز أخو صاحب قرجه شهر ثم فتح حصن قرجه حصار. وفي سنة ٦٨٨ استولى عثمان غازي على كوبري حصار بقرب يكي شهر، وفيها لما سمع علاء الدين مسعود هذا الفتح أعطى لعثمان غازي منشور السلطنة على أن تكون أسكي شهر وإين اوكي مقر ولايته. قال الجنابي: ثم إن السلطان علاء الدين عظم بلاؤه من التتار وقد شاخ وعجز عن الحركة، وقد استفحل يومئذ أمر المغازي عثمان فتسلطن في البلاد التي فتحها وخطب له فيها بالسلطنة ختن الشيخ أده بالي مولانا طورسون في قرة حصار يوم الجمعة والعيد في سنة ٦٩٩ (خصط). وهو أول خطبة خطبت في الدولة العثمانية باسم الأمير عثمان وقيل بل أجاز له في ذلك السلطان علاء الدين والله أعلم. وفي أثناء ذلك زوج تكور [صاحب] قلعة يارحصار بنته المدعوة نيلوفر من تكور قلعة بيلجك فبعثها إليه بجماعة من عسكره فأمر عثمان بك بالمسلمين فدهموهم على غرة منهم واستخلصوا نيلوفر منهم فزوجها عثمان المغازي من ابنه أورخان ثم شرع في الغزو ففتح بعد ما تسلطن حصن الصفصاف المعروف بقلعة بلجك ثم فتح حصن يارحصار وقصبة إينه كول ويكيشهر وأظهر فيها شعار الإسلام. وفي سنة ٧٠١ عين إمارة سلطان أوكي لأورخان وأسكي شهر لكندز ألب وإين أوكي لأيغور ألب ويارحصار لحسن ألب وإينه كول لطورغود ألب، وقرر محصول بيلجك لمصارف الشيخ أده بالي وفقرائه وجعل يكيشهر دار الإمارة فبنى مساجد وحمامات ورباطات للغزاة ثم اشتغل بقتال الكفرة في طرف إزنيق حتى أعجزهم فاستمد تكوره من صاحب إستانبول واتفق تكور بورسه وكستل وكته والتقوا معه عند قيون حصاري فانتصر عسكر