للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ وقال -رحمه الله-: عند قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [سورة البقرة: ٣٩]، قال: "إن هذه الجملة تدل على الحصر أو الاختصاص الإضافي، أي أولئك الكافرون المكذبون البعداء هم - دون متبعي هداي- أصحاب النار وأهلها هم فيها خالدون لا يظعنون عنها " (١).

[المطلب الثاني: الاستنباط باعتبار خفاء النص المستنبط منه]

النص هنا غير بيّن ويحتاج إلى بيان، فالاستنباط هنا متوقف على مقدمةٍ أساسية، وهي الرجوع للتفسير.

ففي هذه النصوص ينبغي على المستنبط معرفة معنى الآية، وتفسيرها الصحيح قبل الاستنباط منها لكي يتسع الفهم والاستنباط (٢).

وقد ظهر هذا النوع من الاستنباطات في ثنايا تفسير الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-، ومن ذلك:

ـ قول الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: عند قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة البقرة: ٢٥٤]، قال: "إن هذا الكفر والظلم مما يتهاون فيه المسلمون في هذه الأزمنة وفي أزمنة قبلها؛ لظنهم أن جميع ما في القرآن من وعيد الكافرين يراد به الكافرون بالمعنى الخاص في اصطلاح المتكلمين والفقهاء، وهم الجاحدون للألوهية أو للنبوة أو لشيء مما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلم من الدين بالضرورة إجماعا، وهذه الآية نفسها تبطل ظنهم وفي معناها آيات كثيرة" (٣).


(١) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (١/ ٢٣٩).
(٢) منهج الاستنباط -فهد الوهبي ١١١.
(٣) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٣/ ١٧).

<<  <   >  >>