للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن عثيمين: " (الواسع) يعني واسع الإحاطة، وواسع الصفات؛ فهو واسع في علمه، وفي قدرته، وسمعه، وبصره، وغير ذلك من صفاته؛ و (عليم) أي ذو علم؛ وعلمه محيط بكل شيء" (١).

[[العلم الصحيح واتباع الهدى سبب ولاية الله وتأييده للمؤمنين]]

قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (١٢٠)} [سورة البقرة: ١٢٠].

١٥. قال الشيخ -رحمه الله-: "ومفهوم هذا المصرح به في آيات أخرى، أن ثباته على هدى الله المؤيد بالعلم هو الذي يكون سببا لتوليه - تعالى - له ونصره إياه عليهم، وفيه أن من سنن الله تأييد متبعي الهدى على علم صحيح وأنهم هم الغالبون المنصورون، وهو ما يعبر عنه علماء الاجتماع ببقاء الأمثل في كل تنازع بينه وبين ما دونه" (٢).

[الدراسة]

استنبط الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله- استنباطا عقديا، في باب السنن، في مسألة العلم الصحيح واتباع الهدى سبب ولاية الله وتأييده للمؤمنين، بدلالة المفهوم.

وجه الاستنباط: أن الله أنعم على عباده بالتأييد والموالاة، بسبب ثباتهم على هدى الله المؤيد بالعلم الصحيح، وأن هذا من سنن الله في تأييده لمتبعي الهدى على علم صحيح، وهو الدين المستقيم الصحيح الكامل الشامل، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله)) (٣)، وفي رواية قال: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم)) (٤).

وهذا التأييد من الله جل جلاله لمتبعي الهدى دليل على بقاء الأمثل والأفضل، وهذا مما عني به علماء الاجتماع حيث جعلوه قاعدة من قواعد علمهم، في مسألة بقاء الأمثل في كل تنازع، وبهذا يتبين أن القرآن الكريم هو أساس كل العلوم الإنسانية والعلمية.


(١) تفسير ابن عثيمين: الفاتحة والبقرة (٢/ ١٤).
(٢) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (١/ ٣٦٦).
(٣) رواه البخاري: كتاب العلم باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ح (٧١).
(٤) رواه البخاري: كتاب العلم باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ح (٧١)، ورواه مسلم: كتاب الإمارة باب قوله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم، ح (١٩٢٠) (١٩٢٤).

<<  <   >  >>