للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[من أمثلة تفسيره للقرآن بالسنة]

قال عند تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: ١٨٦]: " (أقول): أما الحديث فقد رواه أحمد والشيخان وأصحاب السنن من طرق إلى أبي عثمان النهدي عن أبي موسى قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا منكم)) (١)، وفي رواية: أنهم كانوا يرفعون أصواتهم بالتهليل والتكبير إذا علوا عقبة أو ثنية، وليس في هذه الروايات ذكر الآية ولكن الحديث في المقام؛ فإنهم كانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير المأمور به في الآية السابقة فدلت الآية على ما صرح به الحديث من النهي، فكان الحديث تفسيرا لها بل هو عمل بها" (٢).

• ومن أمثلة ما ذكره من تفسير الصحابة والتابعين:

قال الشيخ محمد رشيد -رحمه الله-: " أقول: وهذا القول يتفق مع ما روي عن ابن عباس من " أن الحكمة هي الفقه في القرآن " أي معرفة ما فيه من الهدى، والأحكام بعللها وحكمها; لأن هذا الفقه هو أجل الحقائق المؤثرة في النفس الماحية لما يعرض لها من الوساوس حتى لا تكون مانعة من العمل الصالح" (٣).

وقال: " فسر ابن مسعود السحت بالرشوة في الدين، وابن عباس بالرشوة في الحكم، وعلي بالرشوة مطلقا، قيل له: الرشوة في الحكم؟ قال: ذلك الكفر، وقال عمر: بابان من السحت يأكلهما الناس; الرشا في الحكم" (٤).

وقال: "وفسر محمد بن كعب القرظي (٥) النصيب بالرزق والأجل والعمل" (٦).


(١) رواه البخاري: كتاب المغازي باب غزوة خيبر، ح (٣٩٦٨) (٥/ ١٣٣).
(٢) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٢/ ١٣٤).
(٣) تفسير المنار (٣/ ٦٤).
(٤) تفسير المنار (٦/ ٣٢٤).
(٥) أبو حمزة - أو أبو عبد الله - محمد بن كعب بن سليم بن أسد القرظى المدنى، قيل عنه: مدنى وتابعى، ثقة، رجل صالح. عالم بالقرآن. وهو عند أصحاب الكتب الستة. كان من أفاضل أهل المدينة علماً وفقهاً، وكان يقص فى المسجد فسقط عليه وعلى أصحابه سقف فمات هو وجماعة معه تحت الهدم، سنة ١١٨ هـ، وقيل غير ذلك، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، التفسير والمفسرون (١/ ٨٧).
(٦) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٨/ ٣٦٧).

<<  <   >  >>