١. قال الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: "فاستجاب له ربه ما دعاه به وطلبه منه، الذي دل عليه هذا الابتهال والالتجاء إليه وطوى ذكره إيجازا فصرف عنه كيدهن فلم يصب إليهن، فيحتاج إلى جهاد نفسه لكفها عن الاستمتاع بهن، وعصمه أن يكون {وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ}[سورة يوسف: ٣٣]، باتباع هواهن {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[سورة يوسف: ٣٤] لمن أخلص له الدعاء، جامعا بين مقامي الخوف والرجاء، العليم بصدق إيمانهم، وما يصلح من أحوالهم، فعطف استجابة ربه له، وصرف كيدهن عنه بالفاء الدالة على التعقيب، وتعليلها بأنها مقتضى كمال صفتي السمع والعلم، دليل على أن ربه - عز وجل - لم يتخل عن عنايته بتربيته، أقصر زمن يهتم فيه بأمر نفسه ومجاهدته، ومؤيد لقوله - تعالى - في أول سياق هذه الفتنة:{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}[سورة يوسف: ٢١] "(١).