للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣. وعرفه في الموضع الثاني، فقال: "هو علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وزاد فيه قوم، فقالوا: علم حلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها" (١).

٤. وقال الزرقاني (٢) (ت: ١٣٦٧ هـ): "علم يُبْحَثُ فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله بقدر الطاقة البشرية" (٣).

٥. وقال الشيخ محمد ابن عثيمين (ت: ١٤٢١ هـ): "بيان معاني القرآن الكريم" (٤).

تحليل هذه التعريفات (٥):

أولا: أن بعض هذه التعريفات قد نص على مهمة المفسر، وضابط التفسير، وهي الشرح والبيان والإيضاح.

ثانيا: أن بعضها قد أدخل جملة من علوم القرآن في تعريف التفسير، وأنها قد جاءت في بعضها على سبيل المثال لا الحصر، وسبب ذلك: كثرة هذه العلوم، كتعريف أبي حيان (ت: ٧٤٥) والزركشي (ت: ٧٩٤).

ويظهر أن أصحاب هذه التعريفات لم يميزوا بين التفسير وعلوم القرآن، فأدخلوا في مصطلح التفسير ما ليس منه.

ثالثاً: أن بعضهم قد توسع في تعريفه، وجعل بعض العلوم التي ليست من علم التفسير، ولا من مهمة المفسر، جعلها من صلب تعريف التفسير، وهذا ليس بصحيح، ويظهر أن سبب ذلك، أنهم لم يحددوا مهمة المفسر، حتى أن بعض من تحدث عن العلوم التي تلزم المفسر ذكر جملة العلوم الإسلامية التي لو كانت في مفسر لكان مجتهدا مطلقا في الشريعة.

والذي يظهر أن التفسير هو: " بيان معاني القرآن الكريم".

[الفرق بين الاستنباط والتفسير]

إن العلاقة بين الاستنباط والتفسير علاقة قوية، فعلم الاستنباط يتفق مع التفسير في أنهما بيان للمعنى.

ويفترقان في المعنى المبين في كل منهما، فالتفسير للمعنى الظاهر المباشر اللازم للفظ، والاستنباط ما وراءه من المعاني الزائدة، وكلاهما من أجل علوم القرآن الكريم وألصقها بألفاظه (٦).


(١) البرهان في علوم القرآن، للزركشي (٢: ١٤٨).
(٢) محمد عبد العظيم الزرقاني، من علماء الأزهر بمصر. تخرج بكلية أصول الدين، وعمل بها مدرسا لعلوم القرآن والحديث. وتوفي بالقاهرة. من كتبه (مناهل العرفان في علوم القرآن) و (بحث) في الدعوة والإرشاد، الأعلام للزركلي (٦/ ٢١٠).
(٣) مناهل العرفان، (٢/ ٧).
(٤) أصول في التفسير، (٢٨).
(٥) مفهوم التفسير، للشيخ مساعد الطيار ٦٨.
(٦) معالم الاستنباط في علم التفسير، د. نايف الزهراني ٢٢.

<<  <   >  >>