للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ بيانه لاسم الله الشاكر: عند قوله تعالى: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [سورة البقرة: ١٥٨]، قال: "والنكتة في اختيار هذا التعبير تعليمنا الأدب، فقد علمنا سبحانه وتعالى بهذا أدبا من أكمل الآداب بما سمى إحسانه وإنعامه على العاملين شكرا لهم مع أن عملهم لا ينفعه ولا يدفع عنه ضراً" (١).

ـ بيانه لرحمة الله العامة: عند قوله تعالى: {وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [سورة البقرة: ٢٠٧]، قال: "لما قرنه الله تعالى باسمه الرءوف الدال على سعة رحمته بعباده، فيالله ما أعجب بلاغة كلام الله، وما أعظم خذلان المعرضين عن هداه، ومن الدقة الغريبة في هذا التعبير الموجز بيان حقيقة عظيمة وهي أن وجود هذه الأمة في الناس رحمة عامة للعباد لا خاصة بهم " (٢).

ـ بيانه لتعليل استجابة الله باسم السميع والعليم: عند قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٤)} [سورة يوسف: ٣٤]، قال: "فعطف استجابة ربه له، وصرف كيدهن عنه بالفاء الدالة على التعقيب، وتعليلها بأنها مقتضى كمال صفتي السمع والعلم، دليل على أن ربه - عز وجل - لم يتخل عن عنايته بتربيته" (٣).

[الاهتمام بباب الإيمان وأركانه]

• الإيمان بالله:

ـ مسألة الإيمان بالغيب: عند قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} [سورة آل عمران: ١٧٩]، قال: "وعلى هذا يكون قوله تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} [سورة آل عمران: ١٧٩] متضمنا للإيمان بما أخبر به رسله من خبر الغيب وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم أي إن أنتم آمنتم بما جاءوا به من خبر الغيب " (٤).

ـ مسألة الإيمان والتقوى: عند قوله تعالى: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [سورة آل عمران: ١٧٩] قال: "لزّ التقوى هاهنا مع الإيمان في قرن، وترتيب الأجر عليهما معا هو الموافق للآي الكثيرة في الذكر الحكيم، وهي أظهر، وأشهر، وأكثر من أن ينبه عليها بالشواهد كلما ذكر شيء منها. " (٥).


(١) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٢/ ٣٨)
(٢) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٢/ ٢٠٤).
(٣) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (١٢/ ٢٤٧).
(٤) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٤/ ٢٠٩).
(٥) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٤/ ٢٠٩).

<<  <   >  >>