للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن خلال هذا يتضح أن الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: سلفي المذهب، إضافة إلى أنه صرح في تفسيره بذلك فقال: "قال المغوون لهم من أهل الطرائق القدد بلسان حالهم أو مقالهم: إن صاحب المنار معتزلي منكر لكرامات الأولياء، وما هو بمعتزلي ولا أشعري، بل هو قرآني سني" (١).

أما ما وقع فيه من انحرافات في العقيدة عموما فتبعاً لشيخه محمد عبده، وقد استطاع التخلص مما كان عليه شيخه من العقيدة الأشعرية فنراه يرد عليه، إضافة إلى أنه أظهر المذهب السلفي فيما جمعه في تفسيره، فقد أثبت في معظم الصفات مذهب السلف ودافع عنه، وإن كان وقع في التأويل في بعض الصفات، فهو يعتبر من الذين غلبت عليهم الصفة السلفية (٢).

[تلامذته]

أنشئت في عهده مدرسة "دار الدعوة والإرشاد" وكانت هذه المدرسة هي مما دعا إليه في مجال الإصلاح الديني التعليمي، حيث كانت تعنى بتدريس جميع العلوم والفنون التي تدرس عادة في الكليات مع التربية الدينية، وزيادة العناية بالعلوم الإسلامية، وتنشأ أقسامها بالتدريج، يبدأ منها بقسم عال؛ لتخريج الدعاة إلى الإسلام والمرشدين بالوعظ والتدريس وهو المقصد الأساسي (٣).

ويتبين من منهاج الدراسة النظري والعملي أن الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله- حاول من خلاله تحقيق كثير من أسس الإصلاح الديني والتعليمي الذي كان يدعو إليه، وقد توقفت المدرسة أثناء الحرب العالمية الأولى بسبب انقطاع الدعم المادي لها (٤)، ورغم الفترة المحدودة التي ظلت الدراسة بها قائمة والتي لم تتعد أربع سنوات، إلا أن حماس الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله- وحرصه على نجاحها أدى إلى تخرج مجموعة من تلامذتها وهم مجتهدون للعمل على منهج الإصلاح الذي أرساه فيهم الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله- ومزودون بكثير من العلوم والمعارف والخبرات التي أهلتهم فيما بعد للإسهامات العلمية والعملية في المناطق التي ذهبوا إليها (٥).


(١) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (١٢/ ٢٠٣).
(٢) انظر: المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات، محمد بن عبد الرحمن المغراوي، الناشر: مؤسسة الرسالة، دار القرآن، سنة النشر: ١٤٢٠ هـ -٢٠٠٠ م، ٢/ ٦٦٣.
(٣) مجلة المنار (١٤/ ٧٨٥) رشيد رضا الإمام المجاهد، د. إبراهيم العدوي ١٨٠.
(٤) مجلة المنار (٣٥/ ١٩٧ - ١٩٨).
(٥) مجلة المنار (٣٥/ ١٩٧ - ١٩٨) مقالة: السيد الإمام محمد رشيد ناظر دار الدعوة، الكاتب: عبد الرحمن عاصم.

<<  <   >  >>