للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[منهجه في النقل من سفر التكوين]

أكثر الشيخ رشيد من النقل منه ومن غيره من كتب أهل الكتاب، ولكن تغير في نهاية كتابه، فأصبح يقل من النقل، ويذكر نقولاته من هذا السفر في حاشية الكتاب بدلا من متنه كما هو الحال في مقدمة كتابه (١).

[أمثلة لبيان منهج الشيخ محمد رشيد في تفسيره]

• من أمثلة تفسيره للقرآن بالقرآن:

نصه في بعض المواضع بأن هذا النوع من تفسير القرآن بالقرآن، فقال رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [سورة الأنعام: ٨٠] "وجعلها بعضهم تعريضا بجهل معبوداتهم من الكواكب والأوثان، وما قلناه أرجح، وهو من قبيل تفسير القرآن بالقرآن" (٢).

وقال عند تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} [سورة الأنعام: ٩٨]: "وأقول: ليس في الكتاب العزيز ما نستعين به على تفسير هذه العبارة -كدأبنا في تفسير القرآن بالقرآن- إلا قوله تعالى في سورة الحج: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا} [سورة الحج: ٥] الآية" (٣).

وقال في موضع آخر: "فهذان الوجهان الوجيهان، من تفسير القرآن بالقرآن، ينافيان ما روي من تفسير الحرج بالشك، ويغنيان عما تمحله المفسرون في توجيهه بالتأويل الشبيه بالمحك" (٤).

وقال أيضا: "ومن تفسير القرآن بالقرآن في تقليب القلوب، والحيلولة بينها وبين إرادة الإنسان المتصرفة في قدرته ومشاعره قوله تعالى من سورة الأنعام: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون) (٦: ١١٠) فيراجع معناها في آخر تفسير الجزء السابع، وقال الراغب: تقليب الله القلوب صرفها من رأي إلى رأي، وذكر آية الأنعام هذه" (٥).


(١) انظر: تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، ط دار الكتب العلمية بيروت (١٢/ ٢٥١).
(٢) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٧/ ٤٨٠).
(٣) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٧/ ٥٣٣).
(٤) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٨/ ٢٧٠).
(٥) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٩/ ٥٢٩).

<<  <   >  >>