للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السادس: الاستنباط بدلالة المطرد من أساليب القرآن]

المراد بأسلوب القرآن: طريقته التي انفرد بها في تأليف كلامه واختيار ألفاظه (١)، والاطراد مأخوذ من اطّرد الشيء: إذا تبع بعضها بعضا، واطرد الكلام: إذا تتابع، ويقال: واطرد الأمر: استقام (٢).

والمراد بالمطّرد من أسلوب القرآن: تتابع الأفعال، واختيار الألفاظ تجاه أمر ما في القرآن الكريم (٣).

وعليه فالقول الذي يوافق استعمال القرآن سواء كان استعمالا أغلبياً: بأن كان لموضع النزاع نظائر وقع فيها النزاع، ولكن الكثرة الكاثرة من الاستعمال هي مما اتفق على معناه، أو مطردا: بأن يكون استعمالها في جميع مواردها في القرآن متفقاً عليه، غير موضع الخلاف بأن يقول مفسر قولاً في آية جميع نظائرها في القرآن على خلاف هذا القول أو عادة في أسلوب القرآن (٤).

ـ قال الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: عند تفسير قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [سورة البقرة: ٤٣]، "فأتني أن أذكر ما أفهمه أنا في هذا الأمر بعد الأمرين، وهو أنه أمر بصلاة الجماعة أي: صلوا مع المصلين لا فرادى، ومثله في أمر مريم عليها السلام، فقال لها (مع الراكعين) دون الراكعات لأن تغليب الذكور في صلاة الجماعة أظهر من تغليبهم في الصلاة مطلقاً" (٥).


(١) مناهل العرفان في علوم القرآن (٢/ ٣٠٣).
(٢) تهذيب اللغة (١٣/ ٢١٢)، مقاييس اللغة (٣/ ٤٥٦).
(٣) منهج الاستنباط - فهد الوهبي (٣٣٨)
(٤) أنظر: قواعد الترجيح عند المفسرين، حسين الحربي (١/ ١٥٣).
(٥) تفسير المنار (١/ ٤٠٢).

<<  <   >  >>