للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ مسألة الاهتمام ببناء الأفراد: عند قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [سورة آل عمران: ١٤٤]، قال: "فهي لا تحصر الاستعداد لشيء من الأشياء في فرد من الأفراد، ولا تقصر القيام بأمر من الأمور على نابغ واحد من النابغين، قاعدة الاعتماد على التحقق بالعلوم والنهوض بالأعمال دون الاتكال على أفراد الرجال (١).

ـ انفرد رحمه الله في مسألة استيفاء شروط الجهاد: عند قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة آل عمران: ٢٠٠]، قال: "المصابرة والمرابطة، وهي الرباط بمعنى مباراة الأعداء، ومغالبتهم في الصبر، وفي ربط الخيل، على الأصل الذي قرره الإسلام من مقاتلتهم بمثل ما يقاتلوننا به، فهي واجبة على المسلمين في هذا العصر؛ لأن الواجب من الاستعداد العسكري لا يتم إلا بها" (٢).

ـ مسألة القتال لإقامة شعائر الدين: عند قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة النساء: ٧٦]، قال: "وفي هذه الآية من العبرة أن القتال الديني أشرف من القتال المدني، لأن القتال الديني في حكم الإسلام يقصد به الحق والعدل وحرية الدين" (٣).

ـ مسألة إقامة الحدود: عند قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا} [سورة المائدة: ٣٣]، قال: "إن الآية تدل دلالة صريحة على أن هذا العقاب خاص بمن يفسدون في الأرض بالسلب والنهب، ولا يتأتى ذلك إلا حيث يقام شرعه العادل من دار الإسلام" (٤).

ـ مسألة الحمية للأعراق والأعراف الجاهلية دون الحمية للدين: عند قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [سورة المائدة: ٥١]، قال: "ونكتة التعبير عنهم باليهود والنصارى دون أهل الكتاب هي أن معاداتهم للنبي والمؤمنين إنما كانت بحسب جنسياتهم السياسية، لا من حيث أن كتابهم يأمرهم بذلك" (٥).


(١) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٤/ ١٣٥).
(٢) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٤/ ٢٦١).
(٣) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٥/ ٢١٢).
(٤) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٦/ ٢٩٧).
(٥) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٦/ ٣٥٢)

<<  <   >  >>