للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: الاستنباطات في علوم القرآن]

اختلفت عبارات العلماء في المراد بعلوم القرآن، من حيث المعنى العام أو الخاص، إلا أن عباراتهم لا تخرج عن أنها مباحث متعلقة بالقرآن من ناحية نزوله، وجمعه وتفسيره وأسباب نزوله وبيان ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه، ومكيّه ومدنيّه، وغيرها من العلوم التي تعين على فهم معانيه وتدبرها (١).

والمقصود هنا إظهار عناية الشيخ محمد رشيد بعلوم القرآن من خلال استنباطاته.

[وقد تنوعت استنباطاته بتنوع هذه العلوم]

• علم التفسير:

ـ تفسير القرآن بالقرآن: فرق رحمه الله بين الولاية في سورة آل عمران وسورة المجادلة، فعند قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة آل عمران: ٢٨]، قال: "زعم الذين يقولون في الدين بغير علم، ويفسرون القرآن بالهوى في الرأي أن آية آل عمران وما في معناها من النهي العام أو الخاص، يدل على أنه لا يجوز للمسلمين أن يخالفوا أو يتفقوا مع غيرهم، وإن كان الخلاف أو الاتفاق لمصلحتهم، وإذا رجع المؤمن إلى سورة الممتحنة، التي فصلت فيها هذه المسألة ما لم تفصل في غيرها يجد الآية الأولى تقيد النهي عن موالاة أعداء الله ورسوله وإلقاء المودة إليهم بكونهم كفروا كفرا حملهم على إخراج الرسول والمؤمنين من وطنهم؛ لأنهم مؤمنون بالله، فكل شعب حربي يعامل المؤمنين مثل هذه المعاملة تحرم موالاته قطعا" (٢) (٣) (٤).


(١) انظر: مباحث في علوم القرآن، د. مناع القطان، مؤسسة الرسالة، ١٥
(٢) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٣/ ٢٢٩).
(٣) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٤/ ٢٠٩).
(٤) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٧/ ٣١٧).

<<  <   >  >>