للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث

مزايا تفسير المنار

يعد تفسير المنار من أجل التفاسير الحديثة، ومن أبرز المميزات التي ميّزت منهج وطريقة الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله- في تفسيره، ما يلي:

١ - كان الشيخ محمد رشيد رضا يلجأ في تفسيره للآيات الكريمة إلى القرآن الكريم

نفسه أولاً، مؤكداً أنَّ "الآيات يفسِّر بعضها بعضاً إذا نحن أخذنا القرآن بجملته كما أُمرنا" (١)، ثم كان يلجأ بعد ذلك كما صرح هو إلى "سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما جرى عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين في الصدر الأول، وبأساليب لغة العرب، وسُنن الله في خلقه" (٢)، أي الالتزام بالمنطق الداخلي المتماسك، والمنسجم للنص القرآني، والاعتصام بعواصم الأثر والخبر الصحيح، والأخذ بطرق اللغة العربية في دلالة الألفاظ، والتراكيب على المعاني، ومقتضيات العقل السليم من خلال تحكيم سنن الله تعالى العاملة في الكون والتاريخ، واعتبارها إحدى مرجعيات، ومعايير التفسير السليم (٣) ومن ذلك قوله -رحمه الله-: "وقد بينا غير مرة أن القرآن هو أصل الدين، وأن السنة بيان له واستنباط منه، وذكرنا بعض الشواهد على هذا في التفسير وفي المنار" (٤).

٢ - كان حريصاً في بداية تفسير كل مجموعة من الآيات الكريمة، أن يربط هذه الآيات ربطاً منطقياً محكماً بمجموعة الآيات التي تسبقها، أو بموضوع السورة الرئيسي الذي تتحدث عنه مجمل آيات السورة، وبذلك عمل رشيد رضا على إبراز الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية، والسياق الواحد الذي يؤلف بين آياتها (٥) (٦).


(١) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٢/ ٢٠٧).
(٢) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٦/ ١٦٢).
(٣) (قراءة في منهج رشيد رضا في تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) وموقف النقاد منه)، لحازم محي الدين.
(٤) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٦/ ٣٩١).
(٥) (قراءة في منهج رشيد رضا في تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) وموقف النقاد منه)، لحازم محي الدين.
(٦) انظر على سبيل المثال تقريره لارتباط آية الدَيْن الطويلة بما سبقها من آيات الحثّ على الصدقة وتحريم الربا في آخر سورة البقرة، تفسير المنار، ٣/ ١١٨ - ١١٩، وانظر أيضاً، ٤/ ١٢٢ ـ ١٢٣، ٢٥٦ ـ ٢٥٧، ٤٣٤ ـ ٤٣٥.

<<  <   >  >>