للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نشأته]

نشأ وتعلم في مدرسة قلمون قواعد الحساب والخط والقراءة بما فيها قراءة القرآن الكريم، ثم دخل المدرسة الرشدية بطرابلس الشام وهي مدرسة ابتدائية تابعة للدولة العثمانية وكان التعليم فيها باللغة التركية فمكث بها سنة ثم تركها والتحق بالمدرسة الوطنية الإسلامية وهي مدرسة أنشأها الشيخ حسين الجسر الأزهري -رحمه الله- سنة (١٢٩٩ هـ) (١)، وكانت أرقى من المدرسة السابقة، والتعليم فيها بالعربية، وتهتم بتدريس العلوم العربية والشرعية والمنطق والرياضيات والفلسفة الطبيعية، غير أن هذه المدرسة أغلقتها السلطات العثمانية، فانتقل إلى المدارس الدينية بطرابلس وبقي فيها حتى تحصل على الشهادة العالية، ثم واصل تعليمه ودراسته الحرة على أستاذه الشيخ حسين الجسر واتصل بحلقاته ودروسه حتى تخرج على يديه وكتب له الشيخ الجسر الإجازة بالتدريس سنة خمس عشرة بعد الثلاثمائة وألف من الهجرة.

وبجانب ذلك تلقى العلوم العربية والأدبية والتصوف على الشيخ (عبد الغني الرافعي (٢) -رحمه الله-، والشيخ (محمد القاوقجي الكبير (٣) -رحمه الله-، وتلقى علم الحديث وفقه الشافعية على الشيخ (محمود نشابة (٤) -رحمه الله-.


(١) حسين بن محمد بن مصطفى الجسْر: عالم بالفقه والأدب، من بيت علم في طرابلس الشام، له نظم كثير، ولد وتعلم في طرابلس، ورحل إلى مصر، فدخل الأزهر سنة ١٢٧٩ هـ فاستمر إلى ١٢٨٤ هـ، وعاد إلى طرابلس، فكان رجلها في عصره، علما ووجاهة، وتوفي فيها ١٢٩٩ هـ، الأعلام للزركلي (٢/ ٢٥٨).
(٢) عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي البيساري الفاروقي، محدث، أصولي، فقيه، لغوي، ناثر، ناظم، صوفي، ولد بطرابلس الشام ١٢٣٦ هـ، ونشأ بها، ورحل إلى دمشق، وأخذ عن علمائها، وحج وقرأ على أعلام مكة، وعاد إلى طرابلس، وتخرج به كثير من أهل العلم والأدب، ولي الإفتاء بطرابلس، ثم عين رئيسا لمحكمة الاستئناف بصنعاء اليمن، وسافر إلى مصر والقسطنطينية، وتوفي بمكة ١٣٠٨ هـ، معجم المؤلفين (٥/ ٢٧٠)
(٣) محمد بن خليل بن إبراهيم القاوقجي الطرابلسي الحنفي (أبو المحاسن) محدث، مسند، فقيه، صوفي، خطيب، ولد بطرابلس الشام ١٢٢٤ هـ، وتلقى مبادئ العلوم بها، ورحل إلى مصر، فدرس في الأزهر، وعاد إلى بلده، وتوفي حاجا بمكة ١٣٠٥ هـ، معجم المؤلفين (٩/ ٢٨٧).
(٤) محمود بن محمد بن عبد الدائم نشابة: فاضل، من أهل طرابلس الشام ولد (١٢٢٨ هـ) تعلم بمصر، من كتبه (حاشية على متن البيقونية في مصطلح الحديث - ط) و (نثر الدراري - ط) حاشية على شرح الفناري، في المنطق، و (حاشية على همزية البوصيري) و (تعليق على شرح الضناوي) في المنطق، وآل نشابة فرع من بيت الزيلع، يقولون إن جدّهم كان عدّاء فلقب بالنشابة تشبيها له بها، وتوفي عام (١٣٠٨ هـ) الأعلام للزركلي (٧/ ١٨٦).

<<  <   >  >>