ونعني بها تلك الأحكام أو الفوائد المستخلصة من الآيات القرآنية التي تعنى بمكارم الأخلاق وفيها تقويم للسلوك، وذلك أن القرآن الكريم كتاب هداية، ولا تستبين هداياته إلا لمن وفقه الله.
والشيخ محمد رشيد ممن نهل من نبع القرآن، وحمل على عاتقه لواء الإصلاح ولا يكون الإصلاح إلا باتباع آداب وسلوكيات مستنبطة من الآيات القرآنية.
ومن استنباطاته:
ـ مسألة الأدب في طلب العلم: فعند قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا}[سورة البقرة: ١٠٤]، قال:"لا شك أن من يعامل أستاذه ومرشده معاملة المساواة في القول والعمل، يقل احترامه له وتزول هيبته من نفسه حتى تقل الاستفادة منه أو تعدم، وإذا لم تزل الاستفادة منه من حيث كونه معلما، وأنه في حاجة للاستفادة من علمه وإرشاده ومن أخلاقه وآدابه، فإنه لا يستطيع أن يساوي نفسه به في المعاملة القولية ولا الفعلية، إلا ما يكون من فلتات اللسان ومن اللمم، وعن مثل هذا نُهي الصحابة - رضي الله عنهم -؛ لئلا يجرهم الأنس به - صلى الله عليه وسلم - وكرم أخلاقه إلى تعدي حدود الأدب الواجب معه الذي لا تكمل التربية إلا بكماله، وهو - تعالى - يقول:(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)(٣٣: ٢١) الآية"(١).