للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالري، وسمعت منه بنواحي خت (١)، وبقراءة غيري، وكان ثقة، ثبتا، متحريا، فهما، عالما (٢).

وقال ابن ماكولا في موضع آخر من الكتاب المذكور: أما نظام فهو نظام الملك، قوام الدين، غياث الدولة (٢٨٩ - و) وزين الوزراء، أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق، ولد بطوس، وسمع الكثير، وحدث بمرو، ونيسابور، والريّ وأصبهان، وبغداد، وجميع بلاد خراسان، وبلاد أرّان (٣) وهي جنزه وبرذعه، وبيلقان، وسائر البلاد (٤).

أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال: أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر السمعاني قال: الحسن بن علي بن اسحاق بن العباس الطوسي، أبو علي الوزير نظام الملك، العالم العادل، كعبة المجد، ومنبع الجود، ومعدن الكرم والافضال، ذو القلم الماضي، واللسان القاضي، والمعدله، والامانة، والصلاح، والديانة؛ وكان صاحب أناة، وحلم، ووقار، وصفح، وصمت، وكان مجلسه عامرا بالقراء والفقهاء، وأئمة المسلمين وأعلام الدين، وأهل الخير، والستر، والصلاح؛ وصار مثل الكعبة، يقصده كل أحد من الاقطار؛ وأمر ببناء المدارس في الامصار، ورغب في العلم كل أحد، سمع الحديث الكثير، وأملى في البلاد، وحضر مجلسه أكثر الحفاظ‍ والمحدثين، ورغبوا في السماع منه لعلو رتبته، وارتفاع درجته.

وأما ابتداء حالته: فانه كان من أولاد الدهاقين: وأرباب الضياع بناحية بيهق، وقصبة الراذكان من نواحي طوس، قيل انه نفي عن والدته رضيعا. وان أباه كان يطوف به على المرضعات فيرضعه حسبة حتى شب، ولم يدر أحد مكنون سر الله في (٢٨٩ - ظ‍) أمره، فنشأ، وساقه التقدير الى أن علق به شيء من العربية، وقاده


(١) -مدينة من نواحي جبال عمان. معجم البلدان.
(٢) - الاكمال:١/ ٢٦٨.
(٣) -اسم لولاية واسعة وبلاد منها: جنزه وهي التي تسميها العامة كنجة وبرذعة وشمكور وبيلقان، وبين أذربيجان وأران نهر يقال له الرس، كل ما جاوره من ناحية المغرب والشمال فهو من أران. معجم البلدان.
(٤) - الاكمال:٧/ ٣٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>