للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو كان منه الخير إذ كان شره … عنيدا لقلنا إنّ خيرا مع الشر

ولو كان إذ لا خير لا شر عنده … صبرنا وقلنا لا يرش ولا يببري

ولكنه شرّ ولا خير عنده … وليس على شر إذا دام من صبر

قال: وبغضي له-شهد الله حيا وميتا-أوجبه أخذه محاريب الكعبة الذهب والفضة وضربها دنانير ودراهم، وسماها الكعبية، وأنهب العرب الرملة وخرّب بغداد، وكم دم سفك، وحريم انتهك، وحرة أرمل وصبي أيتم. هذا ذكره علي بن منصور في رسالته الى أبي العلاء، وقد بلغه أنه ذكر لأبي العلاء فقال: أعرفه خبرا، هو الذي هجا أبا القاسم الحسين (١٩ - و) بن علي المغربي (١) فكتب إليه بذلك إقامة لعذره في هجوه.

وقد كان بين أبي القاسم بن المغربي وبين علي بن منصور ما يوجب أن لا يقبل قوله فيه، وقد ظفرت في بعض ما نقلته من خط‍ بعض الأدباء ما ذكر أنه نقله من خط‍ أبي القاسم الوزير: أنشدني علي بن منصور، إن صدق فيدل على ما ذكرته من حالهما.

قرأت بخط‍ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي، وأنبأنا أبو اليمن الكندي وغيره عنه قال: وزّر ببغداد الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن المغربي في رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة، بغير خلعة ولا لقب، ولا فارق الدراعة، وكان كاتبا مليحا، شاعرا، منجما وفيلسوفا، قيما بعلوم كثيرة، وكان فيه حسد، وجرت له ببغداد أمور أو جبت استيحاشه من الخليفة، فنقل الى أن نزل على أبي نصر بن مروان على سبيل الضيافة، فمات عنده سنة ثماني عشرة وأربعمائة (٢).

قرأت بخط‍ عبد القوي بن عبد العزيز بن الحباب في ذكر الوزير أبي القاسم قال وكان ممدحا ومقصودا بالأدب من جميع من يتعلق به من العجم والعرب، مدحه مهيار بن مرزويه في يوم نوروز، وقد أحضرت إليه هدايا من الديلم والأتراك على عادتهم مع الوزراء في مثل اليوم المذكور، واستأذنه في الانشاد فأذن له فأنشده قصيدته اللامية ومنها:


(١) -تاريخ العظيمي:٣٢٦ مع بعض الاختصار.
(٢) -تاريخ العظيمي:٣٢٦ مع بعض الاختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>