للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وآخر عهدي من حبيبي أنه مضى … يحسب الاعراض عن هجرة قصدا

وزودني يوم الحمام صحيفة … وثنى شعار لاجديدا ولا جردا (٢٣ - ظ‍)

قال: يصف أن ذلك الأليف، يوم موته، كتب اليه رقعة يستودعه فيها العهد الذي بينه وبينه، ويحتسب الله عليه في هجرانه، وأنفذ إليه معها إزارا كان كثير الالتحاف به على سبيل التذكار:

أداوي به تخفاق قلبي كأنني … أضم اليه صاحب البرد لا البردا

وقد كنت بالتقبيل أمحو رقاعه … فصرت بماء الدمع أغسل وجدا

عدمت فؤادي كم أرجي انصداعه … ويبقى على غدر الزمان صفا صلدا (١)

بكيت دفينا ليته كان باكيا … علي فقاسى دوني الثكل والفقدا

مضى والتقى والنسك حشو ثيابه … ورحّل عنها الحسن والظرف والحمدا

حرام على أيدي الحرام ممنّع … وإن كان أيدي الحب يشغله وفدا

فياليت شعري عنك والترب بيننا … وذاك وإن قرّبته نازح جدا

منحت الثرى تلك المحاسن أم ترى … غصبت عليها أم سمحت بها عمدا

أبحت الرضاب العذب بعد تمنع … وأبرزت ذاك الجيد والفاحم الجعدا

طوت بعدك الدنيا رداء جمالها … فلا روضها يحلى ولا تربها يندى

ونقلت من خط‍ أبي عبد الله بن عباد الكاتب، ومن خط‍ القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني واختاره كل واحد منهما لأبي القاسم الحسين بن علي بن المغربي.

يا رب ظبي قد طرقت … وساده في الليل سرا (٢٤ - و)

ففششت قفلا من عقيق … أحمر وسرقت درا

قرأت بخط‍ أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي وأنبأنا عنه المؤيد بن محمد الطوسي قال كتب أبو القاسم بن المغربي الى الحاكم يقول:

وأنت وحسبي أنت تعلم أن لي … لسانا وراء المجد يبني ويهدم


(١) -أى حجرا صلدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>