يختم بالبسملة، فمثلت في خدمته وأخي شقيقي سلامة في يوم السبت سلخ شهر ربيع الآخر الذي من سنة احدى عشرة وستمائة، فسألته عن ذلك فقال لي: من أخبرك بهذا عني؟ قلت: أخبرني من أخبره عن سيدنا مخبر، فقال: هذا طويل (٢٩٣ - ظ) فهل لك في مشاهدة ذلك مني وتكون كمخبر من أخبرك في الرواية عني، فشكرت من إنعامه وسألته المن بإتمامه فقال: أقترح ما أضمنه ما أكتبه ليعلم أنني اقتضبته فقلت له استدعاء إجازة فاستمد وكتب كما أخبرت عنه من غير ريث ولا وجازة وكان الاستدعاء الذي كتبه من آخره الى أوله وأملاه على ما هذه نسحته:
بسم الله الرحمن الرحيم المسؤول من إنعام سيدنا أن يلحق عبده فلان بن فلان بمن تشرف بالرواية عن جلاله، واغترف من بحره الفائق في كماله في الفضل الذي شمل كافة مريديه، وعم جميع طالبيه أن يجيز لكاتبه جميع ما يرويه من مروي ومسموع ومستجاز ومعقول ومجموع، ليحصل له الجمال في الانتساب إليه والاعتماد في الرواية عليه، لأنه الصدر الذي حمّل الخلف وسد ثلمة الماضين من السلف، فلا برح ينعم به لسائله عينا ويكسب به علما وعينا، ولا زال يفيد وفده ويولي من نعمتي العلم والبر رفده إن شاء الله تعالى.
وبخط الريحاني: وأنشدني أيضا لنفسه-قلت: وهو إجازة لي منه:
إذا غاب عن غاب المناصب ليثها … تسامى إليها ابن الحصين وسامها
كذاك نجوم الليل تبدو طوالعا … إذا فارقت شمس الأصيل مقامها
وبخطه وأنشدني لنفسه وقد أجازه لي أيضا:
لئن حالت الأحوال دون لقائنا … فحال صفاء الود ليس يحول
(٢٩٤ - و)
وما بعد دار الخلّ تبعد أنسه … إذا كان في القلب المشوق يجول