موسى بن زكريا التستري قال: حدثنا خليفة العصفري قال: وقال أبو عبيدة: كان على أهل قنسرين الميمنة زفر بن الحارث، يعني، يوم صفين مع معاوية.
قال: وكان عليها يعني الجزيرة، في أيام يزيد بن معاوية سعيد بن مالك بن بحدل فأخرجه زفر بن الحارث الكلابي حين وقعت الفتنة.
وقال: حدثنا خليفة بن خياط: وأصيب يومئذ-يعني يوم المرج-ثلاثة بنين لزفر بن الحارث الكلابي وفيه يقول زفر:
لعمري لقد أبقت وقيعة راهط … لمروان صدعا بيننا متنائيا
أريني سلاحي لا أبالك إنني … أرى الحرب لا تزداد إلاّ تماديا
أبعد ابن عمرو وابن معن تتابعا … ومقتل همام أمنى الأمانيا (١٧٨ و)
أتذهب كلب لم تنلها رماحنا … وتترك قتلى راهط هي ما هيا
فلم تر مني نبوة قبل هذه … فراري وتركي صاحبيّ ورائيا
عشية أخزى بالقريتين … لا أرى من الناس إلاّ من علي ولاليا
أيذهب يوم واحد إن أسأته … بصالح أيامي وحسن بلائيا
فلا صلح حتى تنحط الخيل بالقنا … وتثأر من نسوان كلب نسائيا
فقد ينبت المرعى على دمن الثرى … وتبقى حزازات النفوس كما هيا (١)
أنبأنا أبو حفص المكتب قال: أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي-إجازة إن لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار قالا: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال: حدثنا زكريا بن يحيى المنقري قال: حدثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال: فرّ زفر بن الحارث الكلابي عن ابنه ومولى له فقتلا، فأنشأ يقول:
ولم تر مني نبوة غير هذه … فراري وتركي صاحبيّ ورائيا
عشية أخزى بالفرار ولا أرى … من الناس إلاّ من عليّ ولاليا
(١) - تاريخ خليفة:٣٢٦،١/ ٢٢٢ - ٣٢٧، ولم يرد بالمطبوع رواية أخراج سعيد بن مالك بن بحدل من الجزيرة.