للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي بوصيته ولما قدم أول قدومه استقبله علماء المدينة. وكان خواجه زاده إذ ذاك قاضيًا. فلما ركب إلى السفينة وقعت المناظرة بينهما في المواضع الثلاثة.

• الأول: ما يتعلق بالمد والجزر فذكر المولى علي ما شاهده في بحر هرمز من الجزر. وبيَّن المولى خواجه زاده سببه.

• والثاني: ما يتعلق بمقادير المنارات المرئية من البحر من مساجد قسطنطينية.

• والثالث: ما يتعلق باعتراض الشريف في "حواشي المطوّل" عند جوابه عن الإيراد

المشهور على تعريف الدلالة اللفظية بفهم المعنى عن اللفظ. كذا عينها المولى

لطفي بكزاده.

وفي "الشقائق" أنه ذكر ثانيًا مباحثة الشريف مع التفتازاني عند الأمير تيمور ورجّح جانب العلامة التفتازاني. قال المولى خواجه زاده: وأني أظن الأمر كذلك إلا أني حققت البحث المذكور فظهر أن الحقّ في جانب السيد وكتبت عند ذلك في حاشية كتابي، فأمر لبعض خُدّامه بهاحضار ذلك الكتاب فأحضر الكتاب عند خروجه من السفينة فطالع المولى هذه الحاشية فاستحسنها. روي أنه قال: قد كتبت هذه الشبهة بقولي، فإن قلت: قلت: فلما أحضر ظهر الأمر كما ذكره.

مناقب القُضاة: ذُكر في بعض أذيال "الشقائق" أن المولى محيي الدين المعروف بإمام زاده، من تلامذة الفاضل ابن كمال باشا (١)، استقضي بقضاء حلب المحروسة فكان قضاؤه مدة سنتين. فلم يقض بين اثنين من كمال تورعه وزهده. وحكي عن المولى زكريا أنه قال: ذهبنا مع السلطان إلى سفر نخجوان ووصلنا إلى حلب فدخلت المحكمة فرأيت واحدًا من تلامذتي هناك نائبًا ودَنوتُ منه وتحاكم رجلان فسكت النائب ثم دق خلف النائب فسمع صداء يقول: قل كذا وكذا فسألت عنها فقال (٢): إن مولانا قاضي حلب عهد مع الله أن لا يصدر منه قط (حَكَمْتُ) ويحضر كل يوم ويسمع الدعوى ويعلّم وإذا لم يسمع كتبناها إليه ويكتب الجواب.

وعن إياس معاوية (٣) قال: ما غلبني أحد قط سوى رجل واحد وذلك أنه شهد أن البستان الفلاني وذكَّره حدوده لفلان فقلت له: كم عدد شجره (٤)؟ فسكت ثم قال لي: منذ كم تحكم


(١) سبقت ترجمته في القسم الأول برقم ٣٩٠.
(٢) في الأصل: "وقال" وما أثبتناه يقتضيه سياق الكلام.
(٣) هو: إياس بن معاوية بن قرة المزني الليثيّ، ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (٥/ ١٥٥) و"شذرات الذهب" (٢/ ٩٤)، وفي القسم الأول برقم ١٠٢٥.
(٤) في الأصل: "كم عدد شجرة" وما أثبتناه هو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>