للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هذا المجلس؟ فقلت: منذ كذا فقال: كم عدد خشب سقفه فقلت له: الحق معك، فأجزت شهادته.

وذكر صاحب "الشقائق" (١) في ترجمة الشيخ محيي الدين محمد بن بهاء الدين (٢) سبب قضائه، وقال: [إني إذ] كنت مدرسًا بإحدى المدارس الثمان، رأيت في المنام أن النبي عليه السلام أهدى إنِّي تاجًا من المدينة، ووقعت لي هذه الواقعة في الثلث الأخير من الليل فقمت، وكنت أطالع "تفسير البيضاوي" ولما صليت صلاة الفجر جاء إليّ أحدٌ وأتى بالسلام من قبل الشيخ المزبور (٣) وقال: قال الشيخ الواقعة التي رآها الليلة مُعَبَّرة بأنه سيصير قاضيا وبعد رؤية هذه الواقعة ما دخل قبل ذلك الرجل الذي أتى بالسلام من قبله. فعلمت أنه من قبيل الكشف له. فذهبت إليه بعد أيام فذكرت له هذه الواقعة وتعبيره لها. فقال: نعم هو كذلك فقلت: أنا لا أطلب القضاء فقال: لا تطلب ولكن إذا أعطي [لك] بلا طلب منك فلا تردّه، فكان هذا أحد أسباب قبولي لمنصب القضاء.

وذكر في "طبقات الحنفية" أن حسن بن زياد (٤) كان حافظًا لقول أصحابه، ولما ولي القضاء لم يوفق فيه، وكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عن الحكم فإذا قام عن مجلس القضاء عاد إلى ما كان عليه، فبعث إليه البكّائي يقول: ويحك إنك لم توفق للقضاء من الحفظ وأرجو أن يكون هذا خيرًا أراده الله بك فاستعف، فاستعفى واستراح. وذكر تقي الدين في ترجمة القاضي أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني (٥) المتوفى سنة ٩١٣، أنه شهد عند والده وسِنُّهُ سبع عشرة سنة فولاه يومئذ قضاء باب الطّاق، ولم يُسمع أن قاضيًا ولي في هذا السنن قضاء القضاة ببغداد. انتهى.

وذكر في بعض الكتب أن البيضاوي لما طال ملازمته في طلب القضاء بتبريز استشفع من الشيخ محمد بن محمد الكختاني فأجاب، وكان نافذ القول عند السلطان، فلما أتاه قال: إن هذا الرجل عالم فاضل فقير يريد الاشتراك مع الأمير في السعير، يعني أنه يطلب منكم مقدار سجادة في النار، وهي مجلس الحكم. قال الأمير على الرأس، فأمر أن يكتبوا له فكتبوا وسلموا إليه قضاء فارس والعراق، فبكى البيضاوي متأثرًا من كلام الشيخ، فترك المنصب ولازم الشيخ إلى أن مات. وصنف "التفسير" المشهور بإشارة شيخه. ولما مات دُفن عند قدم


(١) انظر "الشقائق النعمانية" (٤٣٢) طبع إستانبول و (٢٥٩) طبع بيروت، وما بين الحاصرتين تكملة منه.
(٢) سبقت ترجمته في القسم الأول برقم ٣٩٧١.
(٣) يقصد المولى العالم علاء الدين علي الجمالي صاحب القصة معه كما في ترجمته.
(٤) سبقت ترجمته في القسم الأول برقم ١٣٤٤.
(٥) ورد ذكره في القسم الأول برقم ٣١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>