الحمد لله على التَّمام والصلاة والسلام على خير الأنام تم في أواخر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وألف بمدينة قسطنطينية المحروسة، خدمة لمعشر العلماء والصلحاء وورثة الأنبياء فجاء بحمد الله جليل الشأن، زاهر العرفان كابتسام الزهر في وجه الزمان العابس ولم يدخل فيه كغيره كل رطب ويابس مع أني ما أُبرئ نفسي ولا كتابي من شكٍّ وريبٍ ولا أبيعه بشرط البراءة من كل عيب إذ الطبقات ليس جمعها جمع السلامة فلا يدعى فيها كمال الاستقامة. وعليك أيها الفاضل اللّوذعي الكامل الفطن الألمعي ما أودعت فيه من تراجم الكبار عسى أن لا يأتيك بأخبارهم غير هذا الطومار ولا يستميلك استصغار مؤلِّفه إلى نبذ فرائده والاستهانة بعظيم فوائده فإن لك غنمها وعلى غيرك غُرمها فمن وقف على شئٍ منها وعنده علم بصوابه فقد أذنت له في إصلاحه (١) مثابًا على ذلك. اللهمَّ اجعل خير أيامنا آخرها وخير أعمالنا خواتمها وأن توفقنا لما يقربنا لديك وأن لا تُخجلنا بين يديك وأن تغفر لنا ولوالدينا ومشايخنا وأحبابنا وجميع المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
* * *
(١) وهذا ما حاولنا جاهدين قدر الاستطاعة القيام به أثناء إعداد هذا الكتاب للنشر.