للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوجز أيضًا أدبيات التراجم والطبقات باللغات الثلاث في هذا الكتاب. وأضاف لهذين الكتابين ما توصل إليه من نتائج وما، حظات لاحصر لها مما خرج به في نهاية مطالعات وقراءات لكتب قام بها على مدى السنين. وذلك نتيجة طبيعية لمعرفته الجيدة للألسنة الثلاثة التي هي من الخصائص الهامة في المثقف العثماني وتَعَرُّفِهِ بالتالي على المصادر المكتوبة بتلك اللغات.

وكنا قد ذكرنا قبل ذلك أن الكتاب يضم المقدمة ثم القسم الأول والقسم الثاني والخاتمة. وسجل فيه المؤلف تاريخين، أولهما وضعه وهو يذكر الانتهاء من كتابة القسم الثاني اليلة القدر سنة ١٠٥٣ هـ) (٩ ديسمبر ١٦٤٣ م)، وثانيهما يوجد في سطور الكولوفون الذي يبشر بانتهاء الكتاب في آخر الخاتمة (أواخر ذي الحجة ١٠٥٨ هـ) (١٤ يناير ١٦٤٩ م). ورغم افتقارنا لدليل واضح على التاريخ الذي بدأ فيه المؤلف كتابه إلّا أن سيرته الذاتية التي أدرجها في نهاية القسم الأول قد تدلنا على طرف الخيط. إذ سَجّل في نهاية القسم الأول منه ذلك الجانب الذي يبدأ من مولده في عام ١٠١٧ هـ / ١٦٠٩ م حتى وفاة والده في عام ١٠٣٥ هـ / ١٦٢٦ م (٧)، ووقوفه هنا عند تاريخ ١٠٣٥ هـ (١٦٢٦ م) أمر يبعث على التفكير. وأول ما يرد على الخاطر كونه بدأ في هذه السن المبكرة في كتاب "سلم الوصول". والواضح أنه عكف سنين طويلة على تأليف "سلم الوصول"، وبعد أن وضع هيكله الأساسي راح يكتب المقدمة والخاتمة. وبعد أن انتهى من كتابة القسم الثاني في سنة ١٠٥٣ هـ (١٦٤٣ م) والخاتمة في سنة ١٠٥٨ هـ (١٦٤٩ م) قام في سنتي ١٠٦١ - ١٠٦٢ هـ (١٦٥١ - ١٦٥٢ م) بتبييض الجزء الذي خطط له أن يكون المجلد الأول في الكتاب، ثم واصل وضع الإضافات على المسودة. والواضح للعيان أن الأجل قد وَافاه قبل أن يأخذَ الكتابُ شَكْلَهُ النهائي. وقام مستقيم زاده سليمان سعد الدين (ت ١٧٨٨ م) بعد قرن من الزمان بوضع كتابه "مجلة النصاب" ليتلافى به النقص الذي رآه في "سلم الوصول"، ووصل بالأنساب والألقاب حتى زمانه (٨). ومع ذلك فإن كتابه لا يعدل كتاب "سلم الوصول" في تفاصيله ودقته.

ويبدأ كاتب جلبي مقدمة هذا المعجم البيوغرافي الشامل بالحديث عن سبب تأليفه والغاية منه، فيقول بلسان وجيز: "لا يخفى أن الله تعالى جعل العلم فخرًا باقيًا على مر الدهور والأعصار، وذخرًا روحانيًا إلى دار القرار، تمتد إليه أعناق الأذهان في كل زمان ومكان، ولا


(٧) أورد كاتب جلبي الجانب المتبقي من حياته في كتابه "مزان الحق". فقد سجل فيه بالتفصيل الجانب الذي يلي عام ١٠٣٥ هـ دون الدخول في تفاصيل الجانب الذي ذكره في سلم الوصول.
(٨) أنظر في هذا الموضوع:
Orhan Saik Gokyay, Katib Celebi'den Semeler i, s. ٤٣ - ٤٤. Ahmet Yilmaz Mustakim -zade Suleyman
Sadedin Efendi, hayati, Eserleri ve Mecelletu'n- Nisab'i,
وقد تحدث الأخير في رسالة الدكتوراه هذه عن الصلة بين مجلة النصاب وسلم الوصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>