للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ قوله -رحمه الله-: عند قوله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [سورة الأنفال: ٦١]، وبعد أن ساق دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا)) (١)، قال: "وهذا يؤيد ما دلت عليه الآية من أن الحرب ليست محبوبة عند الله، ولا عند رسوله لذاتها، ولا لما فيها من مجد الدنيا، وإنما هي ضرورة اجتماعية يقصد بها منع البغي والعدوان، وإعلاء كلمة الحق والإيمان، ودحض الباطل، واكتفاء شر عمله، بناء على سنة: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [سورة الرعد: ١٧]، وتسمى في عرف عصرنا سنة الانتخاب الطبيعي" (٢).

ـ وقال -رحمه الله-: عند قوله تعالى: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [سورة يونس: ١٩]، "والآية تتضمن الوعيد على اختلاف الناس المفضي إلى الشقاق والعدوان، ولا سيما الاختلاف في كتاب الله الذي أنزله لإزالة الشقاق بحكمه، وإدالة الوحدة والوفاق منه" (٣).


(١) رواه البخاري: كتاب الجهاد والسير باب لا تمنوا لقاء العدو ح (٢٨٦١).
(٢) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (١٠/ ٤٤).
(٣) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (١١/ ٢٦٩).

<<  <   >  >>