للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ـ أكثر الشيخ من النقل عن كثير من المفسرين، ومن ذلك كثرة نقوله عن الرازي، قوله: "قال الإمام الرازي: وبيان التفاوت من وجوه: أحدها أن قوله: (ولكم في القصاص حياة) أخصر من الكل; لأن قوله: (ولكم) لا يدخل في هذا الباب إذ لا بد في الجميع من تقدير ذلك، وإذا تأملت علمت أن قوله: (في القصاص حياة) أشد اختصارا من قولهم: القتل أنفى للقتل؛ أي لأن حروفه أقل" (١).

ورده عليه فقال عند قوله: " (وهو قائم يصلي في المحراب) فالظاهر من معناه المتبادر عندي أنه نودي وهو قائم يدعو بذلك الدعاء الذي ذكر هنا مختصرا، وذكر في سورة مريم بأطول مما هنا، فالصلاة دعاء والدعاء صلاة، وقد عطف فنادته الملائكة على ما قبله بالفاء وحكاية ما قبله صريحة في كون الدعاء وقع في المحراب الذي كانت مريم فيه، فقول الرازي: إن الآية تدل على أن الصلاة مشروعة عندهم غريب جدا، وأي دين لا صلاة فيه ولا دعاء؟ " (٢).

ونقل عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن ال الشيخ (٣)، فقال: "قال الشيخ الفاضل مفتي الديار النجدية عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب ابن سليمان بن علي في كتابه "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" في باب ما جاء في الذبح لغير الله قال شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية - رحمه الله - في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم) في الكلام على قوله تعالى: (وما أهل به لغير الله) الظاهر أنه ما ذبح لغير الله، مثل أن يقال: هذا ذبيحة لكذا، وإذا كان هذا هو المقصود فسواء لفظ به أو لم يلفظ، وتحريم هذا أظهر من تحريم ما ذبح للحم وقال فيه باسم المسيح ونحوه، كما أن ما ذبحناه متقربين به إلى الله كان أزكى وأعظم مما ذبحناه للحم وقلنا عليه باسم الله، فإذا حرم ما قيل فيه باسم المسيح أو الزهرة فلأن يحرم ما قيل فيه لأجل المسيح أو الزهرة أو قصد به ذلك أولى" (٤).


(١) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٢/ ١٠٥).
(٢) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٣/ ٢٤٤).
(٣) العلامة المشهور، عبد الرحمن بن حسن ال الشيخ، صاحب التاريخ الحافل بالجهاد والكفاح، والمشرق بالدعوة والإصلاح، الذي كرس جهده، وأوقف حياته في بث العلم ونشره وجرد قلمه في الذب عن دعوة الإسلام، وعقيدة التوحيد، ولد سنة ١١٩٣ هـ، في بلدة الدرعية، جلس يدرس علم التوحيد والفقه، وانتهت إليه رئاسة العلم في زمنه بنجد فأصبح مرجع علمائها وشيخهم، له: بيان كلمة التوحيد، و فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، توفي ١٢٨٥ هـ، انظر مشاهير علماء نجد وغيرهم (ص: ٥٨ - ٦٩).
(٤) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٨/ ٢٤).

<<  <   >  >>