للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ث - استنبط علة الحكم من قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سورة آل عمران: ٧٢]، "يظهر لي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أمر بقتل المرتد إلا لتخويف أولئك الذين كانوا يدبرون المكايد لإرجاع الناس عن الإسلام بالتشكيك فيه؛ لأن مثل هذه المكايد إذا لم يكن لها أثر في نفوس الأقوياء من الصحابة الذين عرفوا الحق ووصلوا فيه إلى عين اليقين" (١).

ج - استنبط سبب الكيد للمؤمنين، من قوله تعالى: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ} [سورة آل عمران: ٧٣]، قال: "سبب كيدهم للمؤمنين ليرجعوا وكراهتهم أن يحاجهم بعض المؤمنين عند ربهم هو سبب كتمانهم ذلك عمن لم يتبع دينهم أو عدم الإيمان لهم إذا هم ادعوه" (٢).

ح - استنبط استمرار تعاهد الجوارح بالتعليم، من قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} [سورة المائدة: ٤]، قال: "مراعاة استمرار تعاهد الجوارح بالتعليم؛ لأن إغفالها ينسيها ما تعلمت" (٣).

خ - استنبط أهمية علم الاجتماع من قوله تعالى: {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} [سورة الأنعام: ٣١]، قال: "إن هذه الآية وما في معناها من الآيات - كآية هود - من قواعد علم الاجتماع البشري الذي لا يزال في طور الوضع والتدوين" (٤).

د - استنبط دلالة اختلاف العطف في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا} [سورة هود: ٩٤]، قال: "ومن دقيق نكت البلاغة في الآيات قوله -تعالى -في إهلاك مدين هنا: -ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا -إلخ، فعطف " لما " على ما قبلها بالواو، ومثله في قوم هود، ولكنه عطفها بالفاء في قصة ثمود وقصة قوم لوط، ووجه هذا الأخير أن الآيتين جاءتا عقب الإنذار بالعذاب واستحقاقه وحلول موعده فعطفتا بالفاء الدالة على التعقيب، وأما عطف مثلهما في قوم هود وقوم شعيب فليس كذلك" (٥).


(١) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٣/ ٢٧٥).
(٢) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٣/ ٢٧٨).
(٣) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٦/ ١٤٢).
(٤) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٨/ ٩٦).
(٥) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (١٢/ ١٢٤).

<<  <   >  >>